ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس نقلا عن مسؤولين امريكيين وآخرين عراقيين ان القرار الذي اتخذ في أفريل الماضي بسحب القوات الامريكية من الفلوجة ونشر لواء عراقي لادارة المدينة كان قرارا خاطئا «ووفر اجواء آمنة للارهابيين» أي لعناصر المقاومة العراقية الذين تصفهم سلطة الاحتلال وحكومة علاّوي بالارهابيين. وألمحت الصحيفة الامريكية في عددها أمس الى أن هذا القرار محل اعادة نظر، لكنها أكدت ان هؤلاء المسؤولين مترددون بشأن اعادة القوات الامريكية الى مدينة المآذن خشية ان يتسبب ذلك في انتفاضة شعبية عارمة تخرج عن السيطرة. وللتذكير فان صمود مدينة الفلوجة أثار حفيظة الامريكان رغم انهم سارعوا لعقد هدنة مع وجهاء المدينة عبر وساطات متعددة، انتهت الى انسحاب قوات الاحتلال من محيط الفلوجة التي ظلت عصية على الاجتياح رغم الفارق في موازين القوى. كما ان القوات الامريكية خرقت الهدنة في اكثر من مناسبة وآخر هذه الخروقات الهجمات الهمجية التي شنتها بمساعدة حكومة علاّوي وأدت الى استشهاد اكثر من 14 عراقيا. قتل بأيد عراقية وبحسب «نيويورك تايمز» فان المسؤولين الامريكيين والعراقيين المعنيين من قبلهم اجمعوا على أن عملية سحب القوات الامريكية في شهر أفريل الماضي وتسليم زمام الامور لقوات عراقية او ما أطلق عليه اسم «لواء الفلوجة» لم تفعل شيئا سوى تأجيل المشكلة لبعض الوقت. وتنقل الصحيفة الامريكية عن هؤلاء المسؤولين قولهم انهم يفضلون دخول المدينة من جديد من خلال مهاجمتها بقوة من المجندين العراقيين الجدد تدعمهم قوات امريكية. وعلى ضوء المواجهة السابقة يرى المسؤولون الامريكان انه لا توجد قوة عراقية جاهزة لشن مثل هذا الهجوم على المدينة، كيف لا وقد صمدت اكثر من شهر رغم حمم «الأباتشي» ومقاتلات ال»اف 16». ورغم هذه المخاوف فان ترك الفلوجة على ما هي عليه امر مقلق جدا لسلطة الاحتلال وحكومة علاّوي، فهما يريان انهما سيواجهان خطرا متزايدا. ومن بين ما أشارت اليه الصحيفة ان بقاء الهدنة مع «الفلوجيين» على حالها يعني في العقيدة العسكرية الامريكية وفي حسابات الحكومة المؤقتة بزعامة علاّوي بقاء القوات الامريكية خارج المدينة وهذا يترتب عليه عدم قدرتها (الحكومة وسلطة الاحتلال) على المواجهة. وفي تقييمها لوضع الفلوجة تقول «نيويورك تايمز» ان بها نحو 300 ألف ساكن ولعل صمود المدينة وكثافتها السكانية وطبيعة أهلها تشكل مصدر مخاوف الامريكان من تبعات عدوان واسع قد يشعل انتفاضة عارمة ضدّهم.