تونس (الشروق): حوار النوري الصّل: وصف القيادي الفتحاوي البارز والمسؤول عن الأسرى الفلسطينيين السيد قدورة فارس في تصريحات خصّ بها «الشروق» صفقة الأسرى التي تم التوصل اليها أمس بين «حماس» وتل ابيب.. وصفها بأنها انتصار للمقاومة. كما توقّع المسؤول الفلسطيني ان يكون لهذه الصفقة تأثير ايجابي في إنهاء الانقسام الفلسطيني.. وفي ما يلي هذا الحوار: ما موقفكم من صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل.. وماذا عن تفاصيلها... ومدلولاتها؟ نحن نعتبر هذه الصفقة نجاحا كبيرا مع أنها في الواقع مقدمة للصفقة وليست الصفقة نفسها.. واضح ان «حماس» وافقت على إعطاء معلومات عن الجندي الاسرائيلي المأسور جلعاد شاليط مقابل 20 أسيرة.. ويبدو من خلال هذه الصفقة ان إسرائيل وصلت الى استنتاج بأن عليها ان تدفع الثمن.. وطالما أنها جاهزة لدفع الثمن مقابل معلومات فإن ذلك يبعث بإشارة واضحة الى أنها مستعدة لدفع كامل الثمن لقاء اطلاق سراح جلعاد شاليط.. لكن ما الذي يجعل اسرائيل تبدي استعدادها لدفع هذا الثمن في مثل هذا الوقت خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة ترفض كل أشكال التسوية السلمية مع «حماس»؟ الذي يدفع الاسرائيليين الآن لدفع الثمن أنهم عجزوا عبر العمليات العسكرية على غزة ليس عن تحقيق هدفهم بتحرير شاليط بل حتى عن الحصول عبر أجهزتهم الأمنية عن الحصول على معلومات عن مكان تواجده.. هل معنى ذلك ان ما حصل يشكل انتصارا للمقاومة؟ نعم هذا انتصار للمقاومة.. فالمقاومة صمدت في قطاع غزة في وجه الآلة الحربية الصهيونية ونجحت الى حدّ الآن في تحقيق جانب من شروطها التي حددتها منذ البداية اي منذ قيامها بأسر الجندي الاسرائيلي.. وهذه الشروط هي اطلاق سراح 1000 معتقل ومنهم أسرى من كبار المناضلين.. يعني ان القائمة سيتم تحديدها من قبل المقاومة الفلسطينية.. وفي المقابل جرّبت اسرائيل حربا على غزة ولكنها فشلت في مسعاها الأمر الذي دفعها في النهاية الى الرضوخ والقبول بشروط المقاومة والموافقة بالتالي على الصفقة. كيف تتوقعون وقع هذه الصفقة على مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في القاهرة بعد أسبوعين؟ بالتأكيد هذه الخطوة يفترض ان يكون لها مفعولها الايجابي خلال جلسات الحوار الفلسطيني المرتقبة في منتصف الشهر المقبل.. وستبعث بإشارات ايجابية وإذا ما تم حل قضية جلعاد شاليط فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي ايضا على الوضع الفلسطيني وسيفضي الى رفع الحصار عن قطاع غزة.