بات من المعهود أن تعرض قنواتنا التلفزية جل الأعمال الدرامية في شهر رمضان كما تبين أنها ظلت في حالة ركود نسبي ولم تشهد تطورا ملحوظا مما أوجب طرح سؤال كيف يمكن تطوير الدراما التونسية حتى تستفيق من سباتها لتنافس الدراما المصرية أو السورية؟ «الشروق» توجهت بالسؤال الى أصحاب الميدان. إعداد: عبد السلام السمراني محمد اليانقي: لا بدّ من الانتاج المشترك في الوقت الراهن ولمزيد تطوير الأعمال التلفزية لا بد من الانتاجات المشتركة والاحتكاك أكثر بمن سبقونا في هذا الميدان وأستشهد بحديثي أنه أثناء مشاركتي في مسلسل «ما تخافوش» مع نور الشريف كانت لي عدة لقاءات معه حيث كانت لبنة مواضيعنا هي الانتاجات المشتركة حتى نخرج من دائرة التسويق المحلي والتعريف بالدراما التونسية خارج أرض الوطن. كما أريد أن أشير أنه يجب الابتعاد عن العمل الموسمي وتوسيعه على كامل السنة فشخصيا تلقيت أكثر من عقد عمل في بعض الأعمال التلفزية لكن للأسف فقد تزامنت عملية التصوير في نفس المدة مما جعلني أعتذر عنها ولا أنسى أن نعمل من أجل كثافة الانتاج لكي يبدع الممثل ويتطور المخرج ويستحسن المشاهد العمل المقدم. محمد العوني: التعويل أكثر على الممثلين المحترفين هناك ثلاث نقاط هامة لا بد أن يتم الاقتداء بها: أولا انطلاق التصوير في فترة مبكرة واستغلال فترة الركود في فصلي الخريف والشتاء حتى تنشط الحركة الثقافية ويجد الممثل نفسه في أريحية بعيدا عن ارتباطاته أثناء فصل الصيف من خلال مشاركته في المهرجانات والتظاهرات الاحتفالية. ثانيا: أثناء «الكاستينغ» على المخرج أن يشرك الممثلين المحترفين بنسبة لا تقل عن 50٪ حتى يكون العمل في المستوى المأمول وعدم التعويل على الهواة وأستشهد بالدراما المصرية التي تعول بشكل مكثف على أصحاب الخبرة. ثالثا: تكثيف الانتاج لأن في الكثرة نستطيع التفريق بين الجيد وعكسه وعدم التعويل على عمل واحد أو اثنين على أقصى تقدير وما ضرّ لو أن يتم انتاج أكثر من 8 أعمال وبذلك نجد أنفسنا غير مضطرين لاقتناء أعمال من الخارج. عبد القادر الجربي (مخرج): كثافة الانتاج لعل العامل الأساسي والمهم لتحسين وتطوير الدراما في تونس هو تكثيف الانتاج لأنه في الكثرة نستطيع أن نسمو بأعمالنا الدرامية وبذلك نستطيع الخروج عن السائد ألا وهو العمل الموسمي لفترة وجيزة ومحدودة والتي قد تجعل من الدراما في حالة ركود نسبي ومن جانبي فإني أعوّل في جل أعمالي على خريجي المسرح لأن التكوين الأكاديمي له شأن في تقديم الاضافة وتطوير الأعمال التلفزية ولأن خريجي المسرح أعتبرهم قد وهبوا حياتهم للتمثيل ومن هذا المنطلق فسوف يعملون على التنويع والجودة في التمثيل. علي منصور (مخرج): مزيد الاقتراب من شواغل المشاهد من وجهة نظري لابد من انتقاء نوعية جيّدة من المواضيع ومحاولة التجديد حتى لا نقع في الروتين وتكرير القضايا المطروحة اضافة الىوجود نصوص جيّدة تكون قريبة من حياة الفرد فهو يحبذ مشاهدة الأعمال التي تهتم بشواغله ومشاكله الحياتية. من جانب آخر ولمزيد النهوض بالأعمال الدرامية أتمنى أن يتم التطرق الى مسلسلات تاريخية فتونس لها تاريخ مجيد وعريق ويجب التعريف به وترك المشاهد يعيش تلك الفترات بإحساس مرهف لأنها تمس من هويته وجذوره. وأمام وفرة الفضائيات في تونس في الوقت الراهن أرى أن يتم بث ولو بنسبة 40٪ من الانتاج المحلي بمعنى تكثيف الاعمال حتىنميّز بين الغث والسمين. كما أؤكّد على وجود وتكثيف المؤلفين التونسيين الى جانب الابتعاد عن الخيال الذي قد لا يمت بصلة الىأرض الواقع رغم أنه يمكن أن يضفي المزيد من الابداع لكن لو تم التركيز عليه فإنه سيفسد العمل فالعديد من المشاهد في الأعمال التلفزية أطنبت في ذلك ولابد من التخلي عنها. علي الخميري: لا للمحاباة في اختيار النصوص الدراما عندما يتم تطويرها ستتحسن والعكس بالعكس ولكي تتم هذه العلاقة الثنائية فلا بد من الابتعاد عن المجانية وبالأحرى لا للمحاباة في اختيار النصوص أو السيناريو لأي عمل تلفزي. وفي تونس يوجد الممثل الجيد والتقني البارع والمخرج المبدع لكن ما ينقصنا هو السيناريست فالبعض من أعمالهم المقدمة لم تكن في المستوى لذلك يجب التكوين أو البحث في نطاق أوسع عن كاتبي نصوص جيدين. من جانب آخر لا بد لبعض الأعمال المقدمة أن تخرج عن مفهوم الخصوصية ومحاولة تعميمها لتمس أكثر شرائح من المجتمع وأستشهد بالدراما السورية التي نجحت في السنوات الأخيرة فلماذا لا يقع الاحتذاء بها حتى نخرج عن نطاق التسويق المحلي نحو التسويق الخارجي. نقطة هامة أريد أن أضيفها لا للمبالغة في التعويل على الوجوه الشابة فرغم وجود عديد المواهب الصاعدة إلا أن الخبرة قد تغلب وتضفي الابداع في الأعمال المقدمة لذلك لا بد من عدم تناسي من أمضوا عقودا في التمثيل.