عاد الجدل مرة أخرى حول مستقبل الجامعة التونسية لمسرح الهواة بعد المبادرة التي يقودها منصف السويسي لعقد مؤتمر استثنائي لانتخاب مكتب جديد لقيادة الجامعة ليكون بديلا عن المكتب الحالي الذي يرأسه توفيق الغربي ويضمّ في عضويته يحيى يحيى والحبيب غزال ولطفي العربي السنوسي وقاسم الشرميطي وغيرهم. مبادرة السويسي ولدت في مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة في دورته الأخيرة وشكّل السويسي لجنة وصفها في تصريح ل«الشروق» بالوطنية تضمّ إلى جانبه محمد قمش ولطفي العربي السنوسي وهدى بن عمر وتعمل هذه اللجنة كما أكد السويسي على تنظيم مؤتمر استثنائي تحت رعاية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وذلك بعد الاتصال بكل الجمعيات وحثها على الانخراط في الجامعة والمشاركة بفاعلية في المؤتمر ويبدو أن مبادرة السويسي تلقى مساندة من عديد الجمعيات لكنها تواجه معارضة شديدة من بعض أعضاء المكتب الحالي الذين يعتبرون مبادرة السويسي حركة «انقلابية» على المكتب الحالي يسعى من خلالها إلى الحصول على صفة رسمية يمكن أن يستعملها عربيا حتى يكون له موقع باعتباره ممثلا لقطاع مسرحي كبير. لكن منصف السويسي عضو المجلس الأعلى للثقافة والمركز العربي للمسرح في الشارقة يعتبر أنه لا يحتاج إلى بطاقة زيارة يوزعها باسم الجامعة بعد تاريخه الطويل كما ينفي أيّ نية له في الترشح للمكتب الجديد ويحصر مهمة اللجنة التي شكّلها في إعداد المؤتمر فقط لتكون الكلمة لممثلي الجمعيات الذين عليهم أن يختاروا الأقدر والأنسب لقيادة الجامعة ويستند السويسي في مبادرتها إلى أن المكتب الجامعي الحالي لا صفة له حاليا بعد استقالة جلّ أعضائها وعدم تنظيمه لأي اجتماع منذ أشهر. ورغم ان السويسي قال في تصريح ل«الشروق» أن الوزارة منحته الضوء الأخضر للقيام بهذه المبادرة لإنقاذ الجامعة فإن مطلعين على الكواليس أكدوا ل«الشروق» أن الوزارة إلى حدّ الآن تلازم الحياد التام في هذه المشاكل الداخلية التي تعصف بجامعة الهواة. والسؤال الأكبر الذي يطرحه عدد من المنتمين للجمعيات المسرحية هو طبيعة علاقة السويسي بمسرح الهواة ويجيب السويسي عن هذا السؤال باعتباره رئيسا شرفيا لجمعية هواة في سيدي داود إلى جانب التزامه كفنّان مسرحي بالدفاع عن مكتسبات المسرح التونسي بكل أجياله وتجاربه. فكيف سيحسم هذا الصراع؟