عاشت القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان والقوات المحلية نهاية اسبوع دامية راح خلالها اكثر من عشرة جنود أمريكيين وعشرات من عناصر الشرطة والجنود الأفغان إضافة الى أسر العديد منهم من قبل عناصر حركة «طالبان» التي أعلنت إحكام سيطرتها على الجنوب خاصة وقطع الامدادات عن القوات الدولية الموجودة في الجنوب الأفغاني فيما قامت قوات التحالف بعملية قصف عشوائي للمنطقة التي شهدت هجمات الأحد الماضي. وأعلن حلف شمال الاطلسي «الناتو» امس عن مقتل جنديين في جنوبأفغانستان في هجمات لمسلحين من «طالبان» وقال الحلف في بيان له ان جنديا أمريكيا توفي بجروح أصيب بها في انفجار قنبلة يدوية الصنع في آليته امس جنوبأفغانستان. وأضاف البيان ان جنديا ثانيا توفي متأثرا بجروح أصيب بها في هجوم لمسلحين جنوبأفغانستان يوم الأحد الماضي موضحا ان الجندي أمريكي أيضا. هجوم مركّب ويأتي ذلك بعد ان قتلت «طالبان» في الهجوم الذي شنته امس الأول على قاعدة مشتركة بين القوات الأمريكية والأفغانية في مديرية كامديش في ولاية نورستان شرق البلاد، ثمانية جنود أمريكيين وجنديين أفغانيين وفق مصادر رسمية. وقالت الحركة انها قتلت 14 جنديا أمريكيا و25 شرطيا ومسؤولا محليا من بينهم قائد شرطة كامديش. وأقر الجيش الامريكي في وقت لاحق بأن ثمانية من جنوده قتلوا الاحد الماضي في معركة شرقي أفغانستان خلال هجوم وصف بال «مركب» شنه مسلحون تابعون ل«طالبان». وفي السياق ذاته اوضح العقيد راندي جورج قائد القوات الامريكية بتلك المنطقة الجبلية التي وقع فيها الهجوم، ان الهجوم كان «مركبا في منطقة صعبة» مضيفا ان قوات التحالف ستترك تلك المنطقة في إطار خطتها للانسحاب الى المدن ذات الكثافة السكانية «لحماية المدنيين» على حد تعبيره. ويأتي ذلك غداة تأكيد الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد ان مقاتلي الحركة شنوا هجوما «كاسحا» استهدف مركز مديرية كامديش ومقر قوات الاحتلال الأمريكية وأسفرت العملية عن مقتل 40 جنديا أمريكيا و30 جنديا أفغانيا كما أعلن عن أسر 30 جنديا أفغانيا آخرين. انسحاب تحت القصف وفي غضون ذلك اعلن جمال الدين بدر حاكم ولاية نورستان ان القوات الأفغانية والأمريكية شنت امس هجوما على مجموعة من مقاتلي الحركة في المنطقة التي شهدت هجوما نهاية الأسبوع وزعم بدر انه تمت محاصرة المجموعة في منطقة كامديش دون مزيد من التفاصيل. وفي الإطار ذاته أكدت «طالبان» ان مقاتليها انسحبوا من كامديش بسبب ضراوة القصف الجوي الذي تعرضت له المنطقة أمس من قبل طائرات التحالف. فيما أعلنت الحركة عن اغلاقها لكل طرق الإمداد أمام قوات التحالف ولم تبق لهم سوى الطرق الجوية. ومن جانبها قالت سلطات الإقليم أمس انها فقدت الاتصال بقوة شرطة في المنطقة بعد المعركة وقال حاكم الولاية ان 13 شرطيا من بينهم قائد الشرطة بالمقاطعة فقدوا وانه من المعتقد ان الباقين «تركوا مواقعهم وذهبوا الى منازلهم».