عقدت في العاصمة السورية دمشق أمس قمة سورية سعودية تاريخية جمعت الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبد ا& بن عبد العزيز في خطوة اعتبرها مراقبون تعزيزا لدفع مسار المصالحة العربية وحل عدة مشاكل اقليمية . وبعد سنوات من الجفاء بين البلدين وصل العاهل السعودي أمس الى دمشق في أول زيارة له الى سوريا، ويرافقه وفد سياسي كبير ورفيع المستوى. وكان الرئيس السوري بشار الأسد في مقدمة مستقبلي الملك السعودي لدى وصوله الى مطار دمشق حيث أجرى الزعيمان محادثات. وكتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من الحكومة أن هذه الزيارة تجري وسط ارتياح إقليمي ودولي شجع خلال الأسابيع الماضية على هذا التقارب، حيث أبدت باريس ارتياحها لتحسن العلاقات بين البلدين، لما في ذلك من تأثير على الوضع الإقليمي، كما رحّب لبنان ودول خليجية وعربية أخرى بالزيارة. وتوتّرت العلاقات بين الرياضودمشق في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري عام 2005. وعادت العلاقات بين البلدين للتحسن مؤخرا حيث قام الرئيس الأسد بزيارة السعودية في وقت سابق من الشهر الماضي، حيث أجرى مباحثات مع العاهل السعودي وشارك في افتتاح جامعة الملك عبد ا& للعلوم والتقنية. ويؤكد مراقبون أنه ليس للبلدين مشاكل على مستوى العلاقات الثنائية وأن اختلاف وجهات النظر بينهما تخص المسائل الاقليمية وخصوصا الشأن اللبناني والتحالف السوري الإيراني. ويقول عدد من المحللين إن هذه الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي لأول مرة منذ اعتلائه العرش عام 2005 ترمي الى وضع حدّ للخلافات بين البلدين وخاصة في ما يتعلق بالملفين الفلسطيني واللبناني اضافة الى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سوريا بإيران. ويُجمع المحللون على أن التقارب السوري السعودي يسهم بشكل كبير في تنقية الأجواء العربية ويدفع جهود المصالحة ويمكن من حل عدة مشاكل في المنطقة في مقدمتها الأزمة اللبنانية والقضية الفلسطينية.