بعد دعوة الشاعر الفلسطيني المقيم برومانيا منير مزيد صنع فرع سوسة لرابطة الكاتبات الحدث مرّة أخرى في المشهد الشعري بالجهة وذلك بدعوة الوجه الثقافي والإعلامي والسياسي الفلسطيني عبد السلام العطاري في إطار تظاهرة نظمت بالمناسبة عنونت ب«يوم الشعر الفلسطيني» احتضنها فضاء «دار الشرع» بسوسة مساء الثلاثاء 6 أكتوبر. حضر اللقاء جمع محترم العدد من الشعراء والأدباء ومن مثقفي الجهة افتتحه الأستاذ عبد السلام العطاري بالقول: «هذه لحظة لا بدّ أن تكون جميلة جدّا ورائعة جدّا». شاعر برتبة مسؤول «كنت أبحث عمّن سرق وجه طفولتي .. وكرّاسة أحلامي عن وجه أمّي بين دفاتر الحنين .. عن شيخوخة أبي عن أغنية تركتها طفلا في ملعب حارتنا الصغيرة». هكذا عبّر ابن محافظة جنين الذي يتقلد عدة مسؤوليات ثقافية واجتماعية وسياسية فهو مدير لمكتب وزير الشباب والرياضة بفلسطين، ومستشار لجمعية العمل التنموي الفلسطينية لبرنامج القيادات الشابة، سكرتير اللجنة التحضيرية لاتحاد كتاب الأنترنات العرب وكذلك رئيس تحرير مجلة أقواس الشعر ومجلة الزيزفونة (للأطفال). عانى من الاعتقالات فحمّل شعره معادلة الوسيلة والهدف. قبل إلقاء بعض المقاطع من أشعاره القديمة والجديدة عرّج على الوضع الثقافي الفلسطيني الموزّع داخل وخارج فلسطين مشيرا إلى عمليات السلب الثقافي التي تمارسها إسرائيل منوّها بحركية المشهد الشعري الفلسطيني وبتعدّد الأصوات الشعرية وانتشار إبداعها. ثراء وإثراء تدعّمت إلقاءات الشاعر عبد السلام بقراءات لم تقل عمقا وإبداعا سوى لشعراء فلسطينيين من اختيار الشاعر عبد السلام مثل «مايا أبو الحياة» زهير أبو شايب ومراد السوداني أو إلقاءات لأشعار بإمضاء أصحابها الذين حرصوا على الحضور وإهداء مجموعاتهم الشعرية للأستاذ العطاري وفوزي عمّار الذي خطف الأضواء مرة أخرى بقصيد جديد لا يعرف سرّ إبداعه إلا فريحته، أيضا راضية الشهايبي رئيس فرع رابطة الكاتبات ومديرة الموقع الافتراضي الشعري إنانا إلى نفيسة التريكي، سامية لمين في لون شعري فرنسي نال ترجمة فورية من إبداع جمال الجلاصي الذي ألقى بدوره بعض أشعاره. خيّر الأستاذ العطاري أن يكون مسك الختام بقصيدة تحمل اسم ابنته «تيماء» كان قد كتبها في المعتقل وقد هزّت الحاضرين إلى ذكريات الدمار الذي لا زال يسكب الدماء. وقال: «دمي الأرخص بين دم البشر». هدايا بالجملة شكلت الأمسية فرصة للتعارف وتبادل الهدايا التي كانت جلّها من الشعراء الحاضرين وتمثلت في مجموعاتهم الشعرية فيما جاءت هدايا أخرى من نادي الابداع الأدبي بسوسة وفرع سوسة لرابطة الكاتبات وكان أول المبادرين بالاهداء الأستاذ عبد السلام العطاري والذي توجّه إلى رئيسة فرع رابطة الكاتبات راضية الشهايبي بهدية أربكتها وأثارت ردود أفعال مختلفة تمثلت في «ايشارب» فلسطيني خطّ برموز كنعانية. نشوة وطرب انتشى الحاضرون بالوصلات الموسيقية التي تخلّلت الإلقاءات الشعرية، فتفاعل معها الأستاذ عبد السلام الذي ألحّ على سماع بعض من أغاني الهادي الجويني وما إن جسّم طلبه حتى انخرط في الغناء في تلقائية الشاعر وقاسم الحاضرين نشوتهم بطرب أمّنه الموسيقي مكرم بن محمود الذي وصفته الشاعرة راضية الشهايبي ب«الفنان الحقيقي».