تزخر مدينة المهدية عاصمة الفاطميين بالعديد من المعالم الأثرية لعلّ من أهمها بالإضافة إلى السفينة الكحلاء والرباط الجامع الكبير الذي أسسه عبد الله المهدي في بداية القرن الرابع هجريا. ويعتبر هذا الجامع فريدا من نوعه باعتباره أشبه بالقلعة من أي شيء آخر جداره القبلي يستند إلى سور المدينة البحري وقد تسببت الأمواج التي كانت تلطمه بشدة في تصدع محرابه القديم. وقد عرف الجامع الكبير بالمهدية أحداثا عديدة عبر العصور التي مرت عليه حيث أحرق وهُدّم وأعيد بناؤه مرارا ولعل بقايا محرابه القديم خير دليل على ذلك. يشتمل جامع المهدية اليوم على قسمين: قسم وقع تجديده كليا ويتمثل في بيت الصلاة مع الرواقين الشرقي والغربي وقسم آخر يتمثل في الرواق الجوفي وكذلك الواجهة الجوفية اللذان بقيا على شكلهما الأصلي الراجع إلى عهد التأسيس. الجامع الكبير بالمهدية عرف بعد الاستقلال عدة تحسينات شملت المنبر الذي صار تحفة رائعة استعملت فيه شتى النقوش والزخارف.