ردا على المقال المنشور بصحيفة «الشروق» بالصفحة 35 بتاريخ 27 سبتمبر 2009 تحت عنوان: «عندما يرفع الشنقال طفلة في الرابعة من عمرها»، ورد علينا الرد التالي من بلدية تونس: «جاء المقال في جزأين، تولى محرره في الجزء الاول منه الذي ورد في شكل مقدمة وصف عملية رفع السيارة متوخيا أسلوب التهويل والمبالغة في موضوع لم يكلّف نفسه عناء التثبت مع مختلف المصادر مثلما تقتضيه المهنية الصحفية. وللإمعان في التهويل قام بصياغة الجزء الثاني من المقال تحت عنوان فرعي مغرض «الطفلة مريضة» نقلا عن والديها مسيئا بذلك للبلدية والشركة المستلزمة، ولم يتورّع في تنصيب نفسه حكما حول شرعية وكيفية تطبيق التراتيب البلدية معتبرا أن وقوف السيارة بمكان محجّر لا يشكل تعطيلا للحركة أو للنظام العام. ونظرا للخطورة التي صوّرت بها هذه الحادثة تم إجراء بحث في الموضوع فنّد بالكامل هذه الرواية تأسيسا على تصريح عون التراتيب المحلّف والمكلف برفع السيارة والمعزز بشهادة عون شرطة المرور أثناء أداء وظيفته على عين المكان وكذلك بشهادة أحد المواطنين المدوّنة بمحضر رسمي والذي حضر أطوار الحادثة بحكم ممارسة عمله بالمكان. وقد أجمعت هذه الشهادات على خلوّ السيارة من الطفلة عند رفعها والتي كان والدها يحملها بين ذراعيه ملتحقا مسرعا بالرافعة. وبالرغم من ثبوت المخالفة وخلوّ السيارة من الطفلة والانتهاء من عملية الرفع، ارتأى العون البلدي ولأسباب انسانية بحتة تسريح السيارة بعد انطلاق الرافعة ببضع عشرات الامتار وإرجاعها الى صاحبها. ويشار الى أن هذا المواطن استغل تهويل العملية من طرف صحيفتكم للقيام بمحاولة ثابتة لابتزاز الشركة المستلزمة. وبناء على كل هذا يتعين تأكيد ما يلي: 1) إن رفع السيارات المعطلة للمرور الموضوعة في أماكن يحجّر فيها الوقوف من طرف أقلية من الاشخاص إنما هي خدمة ثمينة للاغلبية الساحقة من المواطنين الذين تتعطّل شؤونهم إن لم يكن تصريف المرور سهلا. وإن تأمين هذه الخدمة إنما هو من باب المصلحة العامة وهو ما لم يشر إليه صاحب المقال حتى مجرد إشارة مبدئية. 2) إن رافعة السيارات لا ترفع أية سيارة بها أشخاص فما بالك برفع سيارة فيها أطفال صغار منفردون. 3) إن هناك سلوكا غير معقول إن لم نقل غير مسؤول من طرف الأب إذ كيف يمكن أن يترك بنية مريضة داخل السيارة بمفردها ويذهب لقضاء شؤون أخرى، مع العلم أن عملية رفع السيارة عملية فنية تتطلب مدة تقارب الربع ساعة. لذلك فإن قول صاحب السيارة إنه ذهب لشراء جريدة غير منطقي وغير صحيح. 4) وفي قضية الحال نلاحظ أن السيارة كانت موضوعة في مكان حساس هو ممر للراجلين في مفترق نهج المختار عطية ونهج روما بصورة عطلت حركة المرور وكان من الضروري تحويلها من المكان التي كانت فيه. وقد كانت فارغة وليس فيها أي شخص كبيرا كان أو صغيرا. 5) عندما تم رفع السيارة التحق صاحبها بالرافعة وابنته بين ذراعيه وليس داخلها وهو يصرخ مما أرهب البنية وجعلها تبكي. وقد رجا العون البلدي تسريح السيارة فاستجاب لذلك مراعاة للبنية التي استعملها والدها للتأثير على هذا العون. وتم وضع السيارة في نهج روما بعد بضع عشرات من الامتار من المكان الذي رفعت منه وليس في مركز الحجز مثلما زعم ذلك. كلمة المحرر: إن المقال المذكور تأسس على ما عاينته أولا، وعلى إفادات والديْ الطفلة ثانيا.. وأما النقاط المرقّمة من 1 الى 5 في ردّ البلدية فيمكن تناولها كالآتي: 1 عرّجت البلدية في ردّها بالنقطة 1 على ذكر فوائد «الشنقال» لحركة المرور ولامت على عدم تعرّض صاحب المقال، الى ذلك، وهو مأخذ في غير محلّه لأن المقال لا علاقة له بفوائد «الشنقال» بل يتعلق بحادثة مؤسفة جدّت في أحد الأنهج بالعاصمة كما وقع تناوله في المقال موضوع الرد.. 2 في النقطة الثانية قالت البلدية في ردّها ان الرافعة لا ترفع اي سيارة فيها اشخاص.. وقد رأيناها تفعل عكس ذلك في ذلك اليوم.. 3 في النقطة 3 من ردّ البلدية، قالت هذه الأخيرة ما يؤكد الخبر المذكور في المقال، حيث جاء في الردّ ما يلي: «إن هناك سلوكا غير معقول إن لم نقل غير مسؤول من طرف الأب اذ كيف يمكن ان يترك بُنيّة مريضة داخل سيارة بمفردها ويذهب لقضاء شؤون أخرى..». وإذا كان سلوك الأب غير مقبول كما جاء في كلام البلدية، فإن الخطأ لا يبرّر الخطأ، ولعل البلدية في لومها الأب لتركه ابنته وحيدة في السيارة تعترف بالواقعة اعترافا لا لبْس فيه. 4 في النقطة الرابعة تبرّر البلدية رفعها للسيارة لأنها كانت في مكان حساس كما قالت في ردها، ولا اعتراض لنا على رفع السيارات في المطلق، وأما كون السيارة فارغة عندما تم رفعها فهذا مخالف لما عاينته يوم الحادثة.. 5 أما التفاصيل المذكورة بالنقطة الخامسة من الردّ فمختلفة عما رأيته شخصيا يوم الحادثة وأوردته بالمقال. 6 نحن لا نتلقى دروسا من أحد في أصول وأخلاقيات العمل الصحفي.. ونهمس في أذان البلدية ان وصف حادثة جدية لا تستوجب مراجعة أحد وإلا أغلقت كل صحف الدنيا او لتحوّلت الى دوريات شهرية او سنوية.. بقي أن نشير الى ان المقال المذكور لا يرمي الى التحامل على أحد ولا علاقة لكاتبه لا بهذا الطرف ولا بذاك ولا فائدة يرجوها، لا من الرافع ولا من المرفوع وإنما هي حادثة وقعت معاينتها فتم نشر تفاصيلها وإنها تبقى حادثة معزولة لا تمسّ العمل البلدي ولا حرص بلدية العاصمة على حسن تسيير شؤونها وليست البلدية من يتحمّل وزر مثل هذه الأحداث ما دامت نابعة من أفعال فردية ومعزولة قد تحدث في أي مكان.