دمشق (الشروق) من مبعوثنا الخاص: النوري الصّل تعيش دمشق هذه الأيام على وقع الاحتفال بمهرجان طريق الحرير وهي مناسبة أتاحت للزائرين من مختلف بلدان العالم الفرصة للاطلاع على الدور الانساني والتنويري والعلمي والتجاري والثقافي لحضارة امتزجت مع الحضارات الاخرى تأثرا وتأثيرا لتشكل مستقرا لطريق الحرير التاريخي الذي يربط الشرق بالغرب... طريق حاولت من خلاله دمشق «استدعاء» التاريخ بتلاوين عهوده العديدة وما ترفل به من تعددية وأصالة وتعايش مع الواقع الراهن... في دمشق كان اللقاء مع مهد الحضارات وموطن الأبجدية، عاصمة العروبة ومهد امتداد الفتوحات العربية الاسلامية... وفي هذا اللقاء كان ايضا لقاء آخر بالامس لنائب رئيس الوزراء السوري السيد عبدا& الدردري مع الصحافيين الذين توافدوا لحضور المهرجان والذين كانوا بالمئات... لقاء شرح فيه السيد عبد ا& الدردري أبعاد هذا المهرجان لكنه كان ايضا مناسبة تحدّث فيها عن جملة من قضايا الوضع الراهن التي تشكل فيها سوريا رقما صعبا. نائب رئيس الوزراء السوري تحدث ل«الشروق» على هامش المؤتمر الذي عقده عن الزيارة التاريخية التي أداها العاهل السعودي الملك عبد ا& بن عبد العزيز الى سوريا، مشريا الى ان العلاقات السعودية السورية تظل حجر الأساس في المصالحة العربية. وأضاف في رده عن سؤال «الشروق» أنه عندما تتطور العلاقات السعودية السورية فإن المصالحة العربية ستسير حتما في الاتجاه الصحيح مؤكدا ان في ذلك مصلحة لجميع العرب وأنه ليس هناك شك في ان اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل السعودي الملك عبد ا& بن عبد العزيز سينعكس بشكل ايجابي على جميع العرب، مؤكدا انها كانت فرصة مهمة بالنسبة الى البلدين وللمنطقة بشكل عام، ومشددا على ان المصالحة أصبحت اليوم ضرورة حتمية. وفي ردّه على سؤال آخر حول ما اذا كانت هذه الزيارة ستفضي الى «حلحلة» الوضع اللبناني والى زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري لزيارة سوريا أكد انه ليست هناك اي مشكلة بالنسبة الى دمشق في ما يخص هذا الموضوع، مشيرا الى انه اذا ما شكّل الحريري حكومته «فمرحبا به في دمشق» لكنه شدد على ان لقاء الاسد والملك عبد ا& سيعود بالايجاب ليس على الملف اللبناني فحسب، بل ايضا على الملف الفلسطيني والعراقي والوضع في المنطقة عموما. نائب رئيس الوزراء السوري شرح في المؤتمر أيضا موقف بلاده من مختلف القضايا العالقة فأكد أن دمشق ترغب في إقامة علاقات جيدة مع مختلف بلدان العالم لكنها في نفس الوقت تعتقد ان عصر الهيمنة قد ولى الى غير رجعة وان العلاقات الدولية ليست لعبة حصيلتها صفر... وأضاف ان دمشق لا ترى في السياسة الخارجية قضية ضغوط واغراءات بل قضية مبادئ بالأساس وأنها تؤمن فقط بالسلام العادل والشامل. وتابع: العالم اليوم هو عالم تبادل للمصالح وبالتالي عندما تتبادل المصالح، يجب ان تكون المصالح مشتركة لتأمين مصالحنا القومية القومية ولتحقيق السلام العادل والشامل الذي هو بالأساس مصلحة كونية. كما تحدّث السيد عبد ا& الدردري عن موضوع الجولان مؤكدا ان عودة هذه الهضبة المحتلة الى سوريا، هي مسألة حتمية رغم الضغوط وحملة التشويش التي غالبا ما تكون مقصودة ضد دمشق.