كشفت الأسيرة المحررة وأمّ أصغر أسير في العالم أمّ محمود أمس عن تعرضها لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي في السجون الإسرائيلية، مؤكدة أن الصهاينة يعتمدون هذا النهج القمعيّ والتعسفي لنزع الاعترافات من الأسرى والأسيرات الفلسطينيين. ووصفت أمّ محمود الزق الفترة التي قضتها في سجون الاحتلال بأصعب فترات حياتها وبأقساها على الاطلاق. وسائل تعذيب «صهيوأمريكية» ونقل موقع «فلسطين اليوم» عن فاطمة الزق قولها إنّ العدو الإسرائيلي استخدم معها خلال فترة التحقيق شتى أنواع التعذيب حيث أجبرها على الجلوس على الكرسي الحديدي مكبلة الأيدي والأرجل على مدى 6 ساعات يومية. وأضافت الأسيرة المحررة أن الصهاينة وضعوها بعد ذلك في زنزانة ذات جدران سوداء وأضواء صاخبة وتكييف بارد جدّا في سبيل تعذيبها نفسيا وجسديا. وتابعت والدة أصغر أسير في العالم أن الوضع الصحي في السجن كان مترديا للغاية فالحشرات تملأ المكان ومياه الصرف الصحي تدخل للزنزانات وفي تطرقها إلى أساليب الصهاينة القذرة لانتزاع الاعترافات أشارت «أمّ الأسير يوسف» إلى أن الإسرائيليين دسّوا جاسوسة تسمّى «عصفورة» داخل الزنزانة حتى تستقي منهن المعلومات وتخبر الصهاينة بها. وأكدت المتحدثة أنها تمكنت من فضح «العصفورة» وكشفتها أمام الملإ قبل أن تطلق عليها لقب «البومة». اتصال ممنوع وأوضحت في سياق متصل أن الاتصال مع أهلها في قطاع غزة كان شبه مستحيل فحتى رسائل الصليب الأحمر لم تكن تصلها باستمرار، ذلك أن الاحتلال لم يسمح لها بمهاتفة أهلها إلا ثلاث مرات طوال فترة حبسها. وفي تعليقها على أيام السجن والأسر قالت أم محمود إنّها أيام حلوة لأن فيها خلوة مع الله عز وجلّ معتبرة أن أصعب ما فيها هو تذكرها لأولادها الذين لم يغيبوا عن بالها لحظة واحدة. وتابعت أنها كانت ترى نفسها في المنام تطهي لأبنائها الطعام وتتناول معهم الغداء بعد إنهاء عملها في بيتها. وعن حملها بأصغر أسير في العالم «يوسف» قالت إنها لم تكن تعلم أنها حامل وما إن تبادر الخبر إلى علمها حتى أحست بشعور يمزج بين الفرحة لأن الجنين سيكون أنيسها والألم باعتباره سيولد بعيدا عن أبيه وإخوانه.