أعلنت كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية موافقتهما على الدعوة التي وجهها إليهما المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل وأنهما سيقومان بإرسال ممثليهما إلى واشنطن لمواصلة النقاش بخصوص عملية السلام، فيما كسر المبعوث السويسري الخاص بالشرق الأوسط جون دانيال المقاطعة الأوروبية لحركة المقاومة «حماس». وأعلن رئيس إدارة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات استجابة السلطة الفلسطينية لدعوة المبعوث الأمريكي ميتشل إلى استكمال المناقشات حول استئناف المفاوضات في واشنطن بمشاركة إسرائيل. ضد المفاوضات لكن نتفاوض؟ وقال عريقات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ميتشل عقد مساء أمس الأول ان «استجابتنا للدعوة الأمريكية ولكننا على موقفنا من عدم استئناف المفاوضات لحين وقف الاستيطان وإيجاد مرجعية لعملية التفاوض». وأضاف عريقات «إن ما على إسرائيل من التزامات في المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق ليس فقط وقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي بما يشمل القدس وإنما هناك التزامات أخرى تتمثل في فتح المؤسسات والمكاتب في القدسالشرقية وهو نص حرفي لخارطة الطريق» على حد تعبيره. وبالرغم من الموافقة على استئناف المفاوضات في واشنطن قال عريقات «لتطبق إسرائيل التزاماتها وبعد ذلك نستأنف المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائي». ومن جهته أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي انه أجرى مباحثات «بناءة» أمس الأول مع جورج ميتشل حول دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال المكتب في بيان له «إن نتنياهو وافق على مواصلة المحادثات في الأيام القادمة، وسيجتمع المبعوث الأمريكي ومساعدوه مع فريق يضم ممثلين لنتنياهو». ونتنياهو هو صاحب الكلمة الحاسمة في السياسة الخارجية لدولة الاحتلال بالرغم من أن حكومته الائتلافية تتميز بعدم الاستقرار في مواقفها وهو ما ينبئ بعدم الموافقة على مطالب أوباما والفلسطينيين. كسر الحصار الأوروبي وعلى صعيد آخر كسر ممثل سويسرا الخاص بالشرق الأوسط جون دانيال روخ المقاطعة الأوروبية لحركة «حماس» وذلك بزيارته لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية بقطاع غزة. وبحث هنية مع روخ في اجتماع فريد من نوعه، في مقر مجلس الوزراء في القطاع، علاقة حكومة «حماس» مع الدول الأوروبية. وأشار بيان مجلس الوزراء الفلسطيني أن اللقاء بحث ملفات المصالحة الوطنية الفلسطينية وعلاقة الحكومة المقالة مع الدول الأروبية والموضوع الحدث المتمثل في تأجيل عرض تقرير غولدستون بشأن جرائم الاحتلال إثر اعتدائه على غزة. وتكتسب هذه الزيارة أهميتها من كون أوروبا تشارك بممثل في ما يعرف باللجنة الرباعية الدولية التي ترفض التعامل مع الحركة وتطالبها بتلبية شروطها قبل فتح أي قناة اتصال بها ومن أبرز هذه الشروط الاعتراف بالاتفاقيات التي أمضتها منظمة التحرير ومنها اتفاقية «أوسلو» وهو ما ترفضه «حماس» بشدة. كما تشترط اللجنة الرباعية الاعتراف ب«إسرائيل» ونبذ المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال. وفي الاطار ذاته نقل البيان الصادر عن الحكومة المقالة تقدير رئيس الوزراء إسماعيل هنية للحكومة السويسرية وقوله إنها «واحدة من الدول التي احترمت نتائج الانتخابات وعبرت عن رفضها للحصار المفروض على غزة وكان موقفها من الحرب على غزة جريئا».