أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أنه لا أحد مخول بالتوقيع على اتفاق سلام مع "إسرائيل" بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، فيما ينتظر أن يجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد غد مع كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.وقال هنية خلال خطبة عيد الفطر في قطاع غزة صباح اليوم، إنه من غير المسموح "لأي شخص كان" أن يتنازل عن القدس أو حق العودة أو قضايا الحدود والمستوطنات، وأنه لا يوجد أي شخص مخول للتوقيع بالنيابة عن الشعب الفلسطيني. يأتي ذلك فيما ينتظر أن يجتمع بعد غد الثلاثاء وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كل من عباس وأوباما ونتنياهو. وقال بيان أصدره البيت الأبيض يوم أمس السبت إن أوباما سيلتقي عباس ونتنياهو كل واحد منهما على حدة، قبل الجلسة المشتركة بينهم جميعا، مضيفا أن اللقاء يسعى للمساعدة في استئناف محادثات السلام بين "إسرائيل" والسلطة الوطنية الفلسطينية. وأكد البيان أن اجتماعات الزعماء الثلاثة في نيويورك ستواصل جهود أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل "لوضع الأساس لإعادة إطلاق المفاوضات ولخلق سياق إيجابي لها حتى يمكن أن تنجح". التزام أميركي ووصف ميتشل الاجتماع بأنه "دليل آخر على الالتزام القوي من أوباما بإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط"، وقال إن الولاياتالمتحدة تواصل الجهود الرامية إلى "تشجيع كل الأطراف على تحمل مسؤولية السلام ولخلق سياق إيجابي لاستئناف المفاوضات". ومن جهته رحب نتنياهو باللقاء الثلاثي، وقال مكتبه في بيان إنه قدم موعد سفره لنيويورك إلى يوم غد الاثنين بعد أن كان مقررا يوم الأربعاء، وذلك من أجل الاجتماع مع أوباما وعباس. وصرح مساعد كبير لنتنياهو بأن "الاجتماع سيعقد بلا شروط مسبقة مثلما كان يريد دائما رئيس الوزراء"، كما أكد مسؤول أميركي –اشترط عدم نشر اسمه- أنه من غير المتوقع صدور أي إعلان عن هذا الاجتماع. ويأتي هذا اللقاء بعد إنهاء ميتشل جولة قام بها في الأيام الأخيرة إلى الشرق الأوسط شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان، لم يفلح خلالها في التوصل مع الأطراف المعنية إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام التي توقفت العام الماضي. وكان عباس أعلن في وقت سابق من يوم أمس أن جولة ميتشل "أخفقت" في تحقيق نتائج بشأن إيقاف الاستيطان الإسرائيلي، وقال بعد لقائه الرئيس المصري محمد حسنى مبارك بالقاهرة إن "الطريق الآن أصبح مسدودا"، داعيا واشنطن للضغط على إسرائيل "لأن الفلسطينيين والعرب أدوا كل ما عليهم من واجبات". وأضاف عباس أن ميتشل سيواصل مساعيه في جولة أخرى يقوم بها عقب اجتماعات الجمعية العامة، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي حاول التوصل إلى اتفاق لوقف كامل للاستيطان، لكنه لم يتمكن "لأن الإسرائيليين أصروا على عدة أمور لا يمكن الموافقة عليها"، مثل استثناء القدس من وقف الاستيطان وكذلك المباني تحت الإنشاء وما يسمى بالنمو الطبيعي. الضغط على "إسرائيل" وقال مراسل الجزيرة سمير عمر إن لقاء عباس بمبارك بحث سبل الضغط على "إسرائيل" وحشد رأي عام ضدها خلال اجتماعات الأممالمتحدة المقبلة. وفي السياق ذاته دعا الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته و"منع إسرائيل من إفشال الجهود المبذولة لإطلاق مفاوضات السلام". وحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عقب مباحثات الجانبين في العقبة، فقد حذرا من أن "إضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام تشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها". وأشار البيان إلى أن عبد الله الثاني وعباس تبادلا وجهات النظر بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان إطلاق المفاوضات على الأسس التي تضمن تلبية الحقوق الفلسطينية ومواجهة العقبات التي تضعها "إسرائيل" أمام الجهود المستهدفة تحقيق السلام في المنطقة. واتفق الملك الأردني والرئيس الفلسطيني على أهمية قيام الولاياتالمتحدة بدور قيادي في مفاوضات السلام وضمان انطلاقها ومعالجتها جميع قضايا الوضع النهائي، وفق جدول زمني محدد وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.