يتواصل معرض المصور الفوتوغرافي عمر عبادة حرز الله الى غاية 28 أكتوبر الجاري بفضاء رواق الفنون ببن عروس احتفالا بمدينة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية. وقد تم افتتاح المعرض يوم الجمعة الماضي حيث تحلّت جدران رواق الفنون ب65 بطاقة بريدية يعود تاريخها الى بداية القرن العشرين جمعها حرز اللّه مع مجموعة من الصور القديمة لعدة مدن تونسية حتى أنك وأمام هذه الصور يعود بك التاريخ الى زمن مضى ليحيي فيك حضارة الأمجاد وأصالة مدينة تتحدث تاريخا خاصة أن هذا الفنان حاول أن يكون أمينا في نقله لهذه الصور التي حافظت على طبيعتها الأصلية ماعدا بعض الاضافات من حيث النسخ والتحكّم في الحجم. معالم وتاريخ وقد ركزت هذه الصور على مدينة القيروان وما تحتويه من معالم دينية كالجوامع والمآذن والزوايا والمزارات كما كشفت هذه البطاقات عن الطابع المعماري والهندسي المتميز لهذه المدينة. وارتحلت بزوارها الى عالم الحياة اليومية والاجتماعية والاقتصادية لسكان هذه المدينة حيث تمّ توظيف السوق والمدرسة القرآنية والادارات العمومية حتى أن المتأمل في هذه البطاقات يشعر كأنه يحيا في زمن الأغالبة. وقد ظهرت تلك الصور التي استحضرها المصور الفوتوغرافي عمر عبادة حرز الله حتى تؤرّخ لفترة زمنية من تاريخ القيروان وتنفض غبار النسيان عن تاريخ وحضارة المدينة التي لا يمكن أن تتوارثها الأجيال إلا عبر التأريخ عن طريق الفنون أو غيرها من الأساليب الأخرى. بصمة فنان ولا يمكن أن نتغافل عن بصمة حرز اللّه ونحن نتجول بين أروقة المعرض خاصة أنه استطاع أن يقتني صورا أتت على كل الجوانب الحياتية في المدينةالقيروانية واستطاعت أن تبرز كل المعالم الأثرية في مدينة التاريخ والحضارة. وقد يتواصل معرض مدينة القيروان داخل مدن أخرى وفي كامل تراب الجمهورية احتفالا بهذه المدينة عاصمة للثقافة الاسلامية 2009.