اتهمت صحيفة «ذي تايمز» اللندنية أمس المخابرات الايطالية بدفع عشرات الآلاف من الدولارات لقادة من حركة «طالبان» وأمراء حرب أفغان في منطقة ساروبي التي كانت القوات الايطالية تتولى مهمة تأمينها وسارعت حكومة روما بنفي تورط رئيسها سلفيو برلسكوني في هذه العملية. وقالت الصحيفة البريطانية إن الجنود الفرنسيين العشرة الذين قتلوا بالقرب من كابول في أفغانستان عام 2008 في كمين أساؤوا تقييم المخاطر المحيطة بمهمتهم «لأن القوات الايطالية لم تبلغهم بدفع أموال ل(طالبان) للحفاظ على الهدوء في المنطقة حسب ما أوردته الصحيفة. المسؤولون كانوا يعلمون؟! وفي هذا الاطار قالت الصحيفة إن المسؤولين الغربيين كانوا على علم بالأموال التي تحصلت عليها «طالبان» «إلا أن الجنود الذين وصلوا حديثا لم يتم تبليغهم» وهي تشير هنا الى الكتيبة الفرنسية التي استلمت مهامها في المنطقة وقد لقي عشرة من جنودها مصرعهم بعد أقل من شهر واعتبر الهجوم من أعنف الهجومات على قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو». وأضافت «ذي تايمز» إن القوات الايطالية لم تفقد طوال فترة عملها بالمنطقة سوى عنصر واحد من عناصرها في مواجهة مع المتمردين وهو ما جعل الكتيبة الفرنسية تسيء تقييم مخاطر مهامها مما أدى الى المجزرة الدموية. وهو ما يفسر وفق الصحيفة نقص السلاح لدى الجنود الفرنسيين واعتمادهم على تغطية جوية «لم تكن كافية بدورها حين هاجمها 170 متمردا مدججين بالسلاح». ونقلت «ذي تايمز» عن مسؤول رفيع في الحلف قوله «يمكن تبرير ذلك (دفع الأموال لطالبان) بمحاولة الحد من العنف من دون اللجوء الى القوة لكن عدم اخبار الحلفاء ضرب من الجنون؟» ليس هناك دليل؟! وفي روما نفت الحكومة الايطالية ما أوردته الصحيفة البريطانية وأصدرت بيانا رسميا في ذلك قالت فيه إنها اتهامات «لا تستند إلى أي دليل». وأضاف البيان أن «حكومة رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني لم ترخص أبدا ولم توافق على أي شكل من أشكال دفع الأموال لمتمردين من (طالبان)... كما أنها ليست على علم بقيام الحكومة التي سبقتها بأي مبادرات من هذا القبيل». ومن جانبه أعلن متحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» أنه «ليس له علم بهذه المعلومات» مضيفا أن هذه ليست من بين الممارسات المتبعة للتصدي للمتمردين. وأشار الجنرال أريك تراميلي إلى إن «الحكومة الأفغانية تلجأ أحيانا لبعض التنسيقات المحلية وإذا حدث ذلك فإنه على مسؤولية الحكومة الأفغانية وليس القوات الدولية» على حد قوله. ومن جهته قال وزير الدفاع الايطالي انياتسيو لاروسا إن «ما نشرته التايمز وبلهجة الواثق ما هو إلا قمامة» على حد تعبيره. وأشار الوزير لاروسا إلى أنه أعطى «توجيهات برفع دعوى قضائية» ضد الصحيفة. وادعى الوزير بأن هذا الخبر يدخل في اطار ما أسماه «تهجم التايمز المتواصل على حكومتنا وعدم قبول وجهة نظرنا مضيفا أن هذا «لا يعد فخرا للتايمز ولا للصحافة العالمية» على حد تعبيره. وكانت عدة مصادر عسكرية تحدثت عن مثل هذا النوع من الممارسات لا سيما لدى الجنود الكنديين المنتشرين في ولاية قندهار بجنوب أفغانستان.