السؤال الأول: هل أنّ الاغتسال من الجنابة بعد طلوع الشمس جائز، وإذا كان الأمر كذلك ألا يعدّ القائم به آثما لتأخير الصلاة عن موعها مع العلم أن هذا التأخير جاء بناء على الحرج في الاغتسال بوجود أبناء كبار في المنزل وذلك قبل طلوع الشمس؟ الجواب: بداية نقول إن الاغتسال من الجنابة واجب في كل الأوقات لقوله تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إنّ الله كان عفوّا غفورا} (النساء 43). كما أن الصلاة واجبة في وقتها فلا يجب للمسلم أن يؤخر صلاته بدون عذر شرعي وأما تأخير الاغتسال خجلا من وجود الأبناء في المنزل فلا يجوز والخجل الذي يحمل على ترك الواجبات خجل مذموم، بل هو ضعف وعجز وليس هو من الحياء الممدوح في شيء والواجب على العبد أن يكون خوفه من الله تعالى فوق خوف الناس، كما قال سبحانه: {فلا تخشوا الناسَ واخشون} (المائدة 44). السؤال الثاني: عائلة تونسية تجنس الأب بالجنسية الفرنسية قبل الاستقلال وهو يصلي ويصوم، مات ودفن في مقابر المتجنسين أيام الاستعمار ترك أبناء وله أراض وعقارات بعد الاستقلال استرجع أبناؤه جنسيتهم التونسية هل يصح التوارث بين مسلم ومتجنس ونحن نعرف أن من موانع الإرث الردة؟ ما هو رأي الشرع في ذلك؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن تجنس المسلم بجنسية أخرى غير جنسيته الأصلية لا يعني خروجه عن الإسلام ولا يصبح في حكم المرتدّ فليس كل متجنس مرتدا خاصة وأنك قد ذكرت في سؤالك أن المتوفى كان يصلي ويصوم وبناء على كل ما ذكرته فإنه لا توجد موانع شرعية تقضي بعدم التوارث بين المتجنس وأبنائه وبالتالي فإنه يجوز لهم شرعا أن يرثوا أباهم. السؤال الثالث: هل يجوز لي أن أضع السم في العشب الموجود بأرضي؟ الجواب: لم يبيّن لنا السائل الكريم السبب الذي دفعه لرش المواد الكيميائية السامة على الأعشاب النابتة في قطعة الأرض التي يملكها على كل إذا كان الغرض من ذلك القضاء على الأعشاب الطفيلية الضارة بمزروعاته فهذا لا بأس به ويجوز شرعا وليس فيه ما يتنافى مع تعاليم الشرع. السؤال الرابع: دخلت المسجد والإمام يلقي درسا أو هو فوق المنبر يخطب يوم الجمعة فهل أركح ركعتي تحية المسجد أو لا؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن مسألة تحية المسجد عندما يخطب الإمام يوم الجمعة هي من المسائل المختلف فيها بين العلماء والفقهاء الأربعة فمنهم من أجازها وهم الحنابلة والشافعية حيث قالوا إذا دخل المسلم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فإنه يصلي ركعتين وأما المالكية والحنفية فإنهم قالوا إذا دخل المسلم يوم الجمعة والإمام يخطب فإنه يجلس ولا يصلي، ولكل فريق أدلته واجتهاداته الخاصة به ما يمكن أن نفيد به السائل الكريم أنه يجوز له أن يصلي ركعتين عند دخوله المسجد عند إلقاء الإمام درسه أمام المصلين ولا حرج في ذلك، ويجلس للاستماع للخطبة لأنها من أركان صلاة الجمعة. السؤال الخامس: من هي آسية بنت مزاحم امرأة فرعون؟ الجواب: هي آسية بنت مزاحم زوجة فرعون الطاغية الذي بلغ به كفره وعناده أن ادعى الربوبية حيث جاء على لسانه في القرآن الكريم: {أنا ربّكم الأعلى} (النازعات 25). لقد كانت زوجة فرعون امرأة صالحة مؤمنة إيمانا عميقا بالله ورسوله واليوم الآخر ومؤمنة بموسى رسول زمانها ومخلصة إخلاصا حقيقيا تاما بأعمالها وعباداتها لله عز وجل بشهادة رب العالمين في قوله سبحانه وتعالى: {وضربَ اللهُ مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربِّ ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القومِ الظالمين} (التحريم 12). وقد ضرب الله بها المثل لعباده المؤمنين لثبات إيمانها وعدم تزلزله مع أنها نشأت وعاشت في بيئة كفر وبيت كفر، بالرغم من ذلك استطاعت أن تنجي نفسها وتسير وحدها على الطريق المستقيم والإيمان الثابت الصحيح وهذا هو شأن المؤمن الحقيقي المخلص لله وحده لا شريك له. علما أن القرآن الكريم قد ذكر لنا امرأتين صالحتين وامرأتين طالحتين فأما الصالحتان فهما زوجة فرعون ومريم بنت عمران وأما الطالحتين فهما زوجة لوط عليه السلام وزوجة نوح عليه السلام: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط} (التحريم10).