القدس المحتلةرام الله (وكالات) أكد محللون اسرائيليون ان تبنّي مجلس حقوق الانسان لتقرير غولدستون تسبب في تدهور كبير لمكانة اسرائيل الدولية وحدّ من قدرتها على شنّ حروب طويلة في المنطقة وشرّع ملاحقة ضباطها وجنودها وكشف ان الجانب الفلسطيني نقل المعركة الى ميدان مريح وهو يكسب الآن الشوط الثاني من معركة غزّة التي لم تنته. تداعيات اقرار مجلس حقوق الانسان لتقرير غولدستون لم تقف عند احتمالات ملاحقة المسؤولين السياسيين او العسكريين قضائيا او تنديد الأممالمتحدة باسرائيل وبممارساتها بل ان العبرة الأولى من لائحة الاتهام الأخطر التي كتبت ضد اسرائيل وستلاحقها سنوات طويلة هي حسب مراقبين ان «يد اسرائيل في الحروب المقبلة لن تكون طليقة وان اسرائيل لن تكون قادرة بعد على شن حرب طويلة على غرار ما فعلت في عدوانها على لبنان في صيف 2006، الذي استمر 34 يوما او على قطاع غزة مطلع هذا العام (23 يوما). استنتاجات وكتب كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت احرنوت» العبرية ناحوم برنياع أن الاستنتاج الأول الذي استخلصه نتنياهو من «تقرير غولدستون» هو انه لن يكون ممكنا لاسرائيل ان تسمح لنفسها في المستقبل الا بخوض حروب قصيرة ،قصيرة جدا، لانه كلما طالت الحرب اشتدت وطأة اليوم التالي، اي المعركة على المدى البعيد، على الرأي العام في العالم. ووصف المعلق السياسي الاسرائيلي البارز ألوف بن ما حققته اسرائيل في غزة بأنه انتصار خاسر وقال ان اسرائيل لم تستوعب ان قواعد اللعبة في الشرق الأوسط تغيرت مع وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى البيت الأبيض، وخلافا للحرب الثانية على لبنان (2006) التي انتهت بوقف للنار فان حرب غزة مازالت مستمرة ديبلوماسيا وفي الرأي العام ويتحتم على اسرائيل مواجهة انعكاساتها. وأضاف بن انّه مقابل الافضلية العسكرية الساحقة لاسرائيل في الجولة الأولى فانها تواجه الآن الجولة الثانية التي نقلها الفلسطينيون الى ملعب مريح لهم مستغلين تفوقهم في مؤسسات الأممالمتحدة وفي الرأي العام. وتابع المحلل الاسرائيلي ان الدعوات الى مقاطعة اسرائيل تتعزّز وتركيا تنأى بنفسها عن تحالفها الاستراتيجي مع اسرائيل وتعرض الجنود الاسرائيليين على انهم قتلة اطفال حقيرين «وحماس» تحظى تدريجيا باعتراف بانها قوة شرعية وتجمع الصورايخ بلا مضايقات فيما قادة اسرائيل منهمكون في الدفاع عن انفسهم ويخشون اوامر اعتقال في اوروبا. معركة طويلة وفي هذا السياق قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انه يتعين على اسرائيل الاستعداد لمعركة طويلة لمواجهة تقرير غولدستون الذي يتهمها بارتكاب جرائم حرب في غزة. وأضاف نتنياهو ان تل أبيب ستتخذ خطوات قانونية وديبلوماسية لم يحددها لافشال مساعي نزع الشرعية عن أفعال اسرائيل. واعتبرت مصادر اسرائيلية ان نتنياهو تلقى صفعة قوية في منع عرض التقرير للتصويت بمعنى ضربة ساحقة لحكومة نتنياهو كما أنه يعني في نظر اسرائيل انهيار المفاوضات السياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.