مع نهاية كل موسم رياضي وقبل بداية آخر، ينشغل احباء هذا النادي او ذاك بالحديث عن مستقبل فريقهم... تلك هي حالة جمهور النادي الافريقي الذي ينتظر اليوم ما ستسفر عنه الجلسة العامة من قرارات صائبة تكون كفيلة باخراج النادي من وضعيته الحرجة ليستعيد مكانته على المستويين المحلي والقاري. «الشروق» تحدّثت الى عدد من احباء «الاحمر والابيض» ساعات قليلة قبل انعقاد الجلسة العامة ليعبّروا لها عن شواغلهم ومطالبهم ازاء هيئة الفريق. ولئن كانت هذه الاراء متباينة في مجملها فإنها التقت في نقطة واحدة وهي ضرورة ايجاد حلول عاجلة حتى يحقق النادي الافريقي نتائج باهرة خاصة بالنسبة الى فرع كرة القدم. * فؤاد بن عجميّة (23 سنة): أنا من المتيمين بالنادي الافريقي، لذلك أحرص دائما على التحوّل الى الملعب لتشجيعه. لكني بصراحة مستاء جدا بسبب الوضعية الحرجة التي أصبح عليها الفريق وبخاصة فرع كرة القدم بعد أن عجز خلال المواسم الاخيرة عن الفوز بلقب البطولة الوطنية. كل ما أتمناه هو أن تتعظ الهيئة المديرة من الأخطاء السابقة، وأن تخطّط كما يجب للموسم الكروي القادم حتى يعود النادي الافريقي الى مستواه المعهود ونغني من جديد «يا الافريقي يا غالية... عمري ما ننساك»... * مروان البكري (21 سنة): أنتظر أن تسفر الجلسة العامة عن تشكيل هيئة مديرة جديدة يكون اطرافها اكثر التفافا حول بعضهم البعض، ويعملون بعقلية محترفة بعيدا عن خدمة المآرب الشخصية. كما أطالب بضرورة انتداب لاعبين بارزين خاصة في المراكز التي يشكو منها الفريق ضعفا. من جهتي أناشد المسؤولين باعادة ابناء الجمعية مثل حمدي المرزوقي وخالد فاضل الى الفريق لأنه لن يجد افضل من أبنائه للدفاع عن ألوانه وسمعته. * حسن بالرايس (65 سنة): إن أكثر ما يؤلمني في ادارة النادي الافريقي، هو أن لكل رئيس نظرته الخاصة في تسيير الفريق، لذلك يغيب التخطيط وتكثر الانتدابات العشوائية... أنا كنت من بين مسيّري النادي الافريقي لمدّة 33 سنة، وكنا نعمل بعقلية افضل بكثير مما هو موجود. الان اين النتائج الايجابية؟ تمر اليوم السنة الخامسة على بعث مركز تكوين الشبان في المقابل لا نجد اي لاعب تم الحاقه بصنف الاكابر. لماذا هذه الانتدابات العشوائية؟ في أوروبا مثلا المدرب هو الذي يحدد اسماء العناصر التي يريد استقدامها أما في النادي الافريقي فإن الهيئة هي التي «تفرض» عليه اللاعبين الجدد. ما حيّرني كذلك، هو تجميد فرع الكرة الطائرة من قبل الهيئة السابقة (بقيادة السيد فريد عباس) رغم مشاركته في كأس العالم للاندية في مناسبتين، دون ان ننسى ما حصده من ألقاب محليّة. بعد ذلك تم بيع 13 لاعبا من هذا الفرع بداعي تمويل النادي. وقد يعرف فرع كرة اليد المصير نفسه لأنه لم يتم تعزيزه بأي لاعب في المواسم الاخيرة، أقولها دون تردّد انا لا أنتظر شيئا من الجلسة العامة ولا من النادي الافريقي في الموسم المقبل، لست متشائما كما قد يعتقد البعض لكنني اتحدّث بالعقل وليس بالعاطفة. * محمد الداسي (45 سنة): لدينا رئيس جمعية مجتهد جدا ويقوم بعمل جبار من اجل تحقيق النتائج التي ترضي الاحباء، ثقتنا فيه كبيرة، ما ينقص النادي الافريقي هو مزيد تظافر الجهود لأن رئيس النادي ليس بوسعه العمل دون الوقوف الى جانبه ومساندته خاصة ماديا. نحن على أتم الرضا بكل ما ستتخذه الهيئة من قرارات في الجلسة العامة. * علاء بن بريك (16 سنة): النادي الافريقي جمعية عريقة وقدرها ان تحصد البطولات والكؤوس، لكن ذلك لن يتحقق الا بتجاوز الهفوات التي ارتكبتها الهيئة المديرة في الموسم الماضي خاصة في ما يتعلق بالانتدابات التي كانت غير مدروسة الى جانب عدم تحمّس بعض اللاعبين للعب في النادي رغم الحوافز المادية الكبيرة. أطالب الهيئة بمزيد تشجيع الشبان حتى يطمئن الفريق على مستقبله ويساهم في تعزيز المنتخب الوطني بعناصر بارزة. * محمد السيفي (36 سنة): بصراحة هنالك عديد الهفوات التي ستحول مرّة اخرى دون استعادة النادي الافريقي لمجده. فالمشاكل نفسها تتكرّر تقريبا كل موسم: الجلسة العامة تُعقد في وقت متأخر نسبيا، أموال طائلة يقع استنزافها سنويا لانتداب أشباه لاعبين... من ذلك مثلا، أنا ضد انتداب اللاعب اسامة السلامي، فهو كان غير منضبط في الملعب التونسي فأنّى له ان ينجح مع النادي الافريقي؟ ولعلّ ما يبعث على الاستغراب عدم انتداب مدرّب للفريق الى حد الآن. * محمد رياض بحريني (22 سنة): أنا أطالب بتغيير الهيئة المديرة وانتخاب رئيس جديد للنادي من القيام بانتدابات مدروسة. ما ينقص النادي الافريقي حاليا هو وجود ادارة قويّة قادرةعلى تسيير دواليب الفريق بشكل منظّم. ليست لدينا مشاكل مع فرعي كرة السلة وكرة اليد، فقط المطلوب مواصلة تشجيعهما ماديا ومعنويا. * أنيس العويني (29 سنة): كمحبّ غيور على النادي الافريقي، أنتظر ان لا يكون الموضوع الرئيسي للجلسة العامة رئيس الفريق بل يجب ان تتمحور حول البحث عن حلول عاجلة لمشاكل الجمعية فمن غير المعقول ان يصل النادي الافريقي الى هذا المستوى، الذي قد يُفقده عددا كبيرا من أحبّائه. أنا لست راضيا عن الانتدابات التي قام بها الفريق الى حد الان. هنالك لاعبون ليسوا في مستوى النادي. المطلوب ايجاد حلول جذرية وفي اسرع وقت ممكن حتى يعود الجمهور الى الفريق ويسانده كأحسن ما يكون. * مصطفى بن طالب (48 سنة): مشكلة النادي الافريقي ليست في رئاسته وانما تكمن في اختيار الانتدابات، لأن اغلبها كانت عشوائية وفاشلة مثل تجربة أنكورا، سيسي، باهوما، دي سوزا... أنا أطالب بضرورة محاسبة من قام بمثل هذه الانتدابات حتى يتّعظ الاخرون من هذه التجارب. إن أبرز ما يحيّرني هو غياب التتويجات عن مختلف اصناف الشبان، وسبب ذلك هو ان عملية اختيار وتشريك اللاعبين الناشئين تتم «بالمعارف» الى ان اصبح الفريق بمثابة «جمعية اولياء»!! وبالتالي فانه غير ممكن الحاق اي لاعب بصنف الاكابر في قادم السنوات. * رضوان تركي (30 سنة): المطلوب مزيد تنظيم النادي خاصة من ناحية التسيير الاداري لأن فريق باب الجديد يقع تسييره حاليا بطريقة عشوائية. كما اقترح ضرورة تشريك ابناء الجمعية القدامى في اخذ القرارات والاستفادة من خبراتهم في ميدان كرة القدم. وفي كل الاحوال نريد ان يكون موسم 2004/2005، موسم تتويجات لفريقنا. * حسن نصري (24 سنة): ثمّة أموال طائلة وقع تبذيرها من اجل انتدابات غير موفّقة بسبب غياب التخطيط. لذلك فانه من الواجب انتداب لاعبين قادرين على مساعدة الفريق قصد تحقيق نتائج تليق بسمعته. كما أتمنى ان يفوز فريقي في الموسم المقبل على الترجي الرياضي وان يعود الى مجده الذي كان عليه في فترة الثمانينات مع عتوقة وابناء جيله. ولم لا يقع تكريم اللاعبين القدامى الذين ساهموا في وقت ما في تلميع صورة النادي الافريقي وكتابة ا سمه باحرف من ذهب في سجلات كرة القدم التونسية. خلاصة الخلاصة ما جاء على لسان هذه العيّنة الصغيرة من احباء النادي الافريقي هو خير دليل على أن هذا الفريق تقف وراءه قاعدة جماهيرية كبيرة من حقها ان تطالب بالنتائج، ومن واجب الهيئة المديرة توفير كل ظروف النجاح. وبعيدا عن كل هذا وذاك نؤكّد على أن تراجع مستوى النادي الافريقي هو بمثابة النكسة ليس لاحبائه فقط وانما هو نكسة لكرة القدم التونسية ايضا... ومهما كان من امر فإن فريق باب الجديد يبقى عريقا بفضل تاريخه المجيد وجمهوره... وسيعود عاجلا ام آجلا الى مجده.