استنكرت إيران بشدّة «التفجير الانتحاري» الذي أسفر عن اغتيال عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني واتهمت أطرافا أجنبية بينها واشنطن ولندن وباكستان بتدبيره. وهذا الهجوم الصاعق هو الأعنف على الاطلاق الذي يستهدف قوة الحرس الثوري الجهاز الأشد حصانة أمنية في البلاد.. وهو تفجير يؤشر بحسب عديد المراقبين إلى وجود اختراقات أمنية كبيرة وخطيرة. «جند الله» تتبنّى... وقد أعلنت مجموعة «جند الله» التي يتزعمها عبد الملك ريغي مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف ملتقى لتقريب وجهات النظر بين عشائر من السنة وأخرى من الشيعة وحضره قادة بالحرس الثوري وعدد من شيوخ القبائل في مدينة سرباز بولاية سيستان بلوشستان بجنوب شرقي البلاد. وقال مسؤول قضائي إيراني إن مجموعة «جند الله» الإيرانية هي التي تقف وراء الهجوم الذي أوقع أكثر من 60 بين قتلى وجرحى... وكان من بين القتلى الجنرال نور علي شوشتاري نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري والجنرال محمد زاده قائد الحرس الثوري في المحافظة إضافة إلى قائد الحرس الثوري في مدينة برانشهر وقائد وحدة أمير المؤمنين كما قتل في التفجير عدد من المشاركين في اللقاء... وقالت مصادر أمنية إن التفجير نفّذه «انتحاري» فجّر نفسه عند مدخل قاعة التربية البدنية صباحا عندما كان ضباط من الحرس الثوري يستعدون لعقد ملتقى الوحدة بين قادة محليين من السنة والشيعة. اتهامات إيرانية وفي إطار ردود الفعل الإيرانية على هذا التفجير حثّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس نظيره الباكستاني آصف علي زرداري على مواجهة الجماعة السنية المتمردة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نجاد قوله لزرداري في مكالمة هاتفية تلقاها من الرئيس الباكستاني إن إيرانوباكستان تربطهما علاقة أخوّة إلا أن تواجد عناصر إرهابية في باكستان غير مبرر حسب قوله... وأضاف انّ على الحكومة الباكستانية المساعدة في اعتقال هؤلاء المجرمين بسرعة حتى يمكن معاقبتهم ويجب مواجهة الإرهابيين بشدة عن طريق وضع جدول زمني ثنائي. واتهم نجاد مسؤولين أمنيين في باكستان بالتعاون مع العناصر المدبرة للتفجير وطالب إسلام أباد بعدم التأخر في اعتقالهم وتسليمهم إلى إيران في حين استدعت الخارجية الإيرانية القنصل الباكستاني للاحتجاج على ما وصفته بتسلّل عناصر إرهابية من إقليمباكستاني مجاور. كما شملت الاتهامات الإيرانية تنظيم القاعدة وكذلك الولاياتالمتحدة وبريطانيا حيث قالت طهران إنّ واشنطن تدعم «جند الله» من أجل إثارة القلاقل في المنطقة الحدودية. وذهب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إلى تحميل الولاياتالمتحدة مسؤولية التفجير وقال إن هناك معلومات تشير إلى أن الأمريكيين على علاقة مباشرة ببعض ما سماها التجمعات الإرهابية في الإقليم... نائب إيراني يهدّد ب «غزو» باكستان! طهران (وكالات): أثار نائب برلماني ايراني أمس احتمال شنّ عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقّب جماعة «جند الله» التي تتهمها طهران بالوقوف وراء تفجيرات سيستان بلوشستان. ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن النائب بيمان فروزس قوله: «هناك إجماع على مشاركة قوات الحرس الثوري الايراني وقوات الأمن في عمليات بأي مكان تراه ضروريا» في إشارة على ما يبدو الى اتفاق النواب حول هذه المسألة. وأضاف: «هناك إجماع حتى على أن تجري هذه العمليات في الاراضي الباكستانية»... من جهته قال النائب الاول لرئيس مجلس الشورى الايراني محمد حسن أبو ترابي أمام البرلمان إن هذه الجريمة الرهيبة نفذت بدعم مباشر من أمريكا المجرمة والمرتزقة التابعين لها». واتهم قائد سلاح البر في الحرس الثوري الايراني الولاياتالمتحدة وبريطانيا بتدريب من أسماهم «المتمردين» الذين يقفون وراء الهجوم. وقال الجنرال محمد بكبور إن المسلحين تلقوا تدريبهم في دولة مجاورة من قبل الأمريكيين والبريطانيين، مضيفا: «إن أعداء إيران لا يمكنهم تقبّل الوحدة في البلاد»...