طوت بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم جولتها الثامنة وبعد حوار الأقدام ستفتح المجال لقراءة فنية متأنية يؤمّنها لنا المدرب المحنّك يوسف الزواوي: النادي الافريقي مستقبل القصرين: الافريقي لعب بعزيمة الباحث عن الفوز وهو ما يفسّر امتلاكه للكرة خلال كافة ردهات اللقاء معتمدا أسلوب اللعب في العمق، لكن ماكان ينقص الافريقي السرعة في اللعب الهجومي، وتمرير الكرات في المكان والوقت المناسب رغم تحرّكات الذوادي.. دخول محمد تراوري مكّن من استغلال المساحات التي تركها مستقبل القصرين. مستقبل القصرين انتهج تكتيكا دفاعيا واضحا وقد نجح في ذلك بفضل خبرة مجدي طونيش وإقبال الرواتبي ولكن مع مرور الوقت كثرت أخطاء الدفاع وفقد الفريق تركيزه ممّا فسح المجال أمام النادي الافريقي لتسجيل هدفين بعد تراجع الضيوف على المستوى البدني. نادي حمام الأنف الترجي الرياضي: اتبع نادي حمام الأنف استراتيجية ناجحة في بداية المباراة تعتمد على الكثافة العددية في الدفاع ووسط الميدان لكن من دون أن يقبل اللعب مع الضغط على حامل الكرة ثم افتكاك الكرة والخروج بها بطريقة منظمة باعتماد التمريرات القصيرة وقد نجح بفضل هذه الخطة من مغالطة دفاع الترجي، الذي كان يعاني من قلة التركيز وانعدام التوازن. في الشوط الثاني سهل الترجي على نفسه من المباراة من خلال التسجيل منذ البداية واستثمار سلاح الكرات الثابتة وهو ما أمكن الترجي من المسك بزمام الأمور واستغلّ الترجي انهيار وزملاء أنيس بن شويخة، بدنيا وذهنيا، كما أن الفنيات الفردية كانت حاسمة والدليل هدف الدراجي الذي يعكس علوّ كعب هذا اللاعب. نادي حمام الأنف مطالب بمراجعة بعض النقاط خاصة على مستوى التمركز الدفاعي والتعامل مع الكرات العالية. النجم الساحلي النادي البنزرتي: النجم الساحلي افتقد الى توزانه المعهود في الشوط الأول قبل أن يسجل سادات بوخاري هدف التقدم، في حين أن النادي البنزرتي في هذا الشوط لم يكن في أفضل حالاته وقد تأثر بالتغييرات بدخول حمدي المرزوقي في الدفاع ووليد الهيشري في وسط الميدان ولو سجل وجدي الجباري الفرصة التي أتيحت له منذ البداية لتغيّر الوضع. في الشوط الثاني ظهر النجم الساحلي بمستوى أفضل خاصة بالتركيز على اللعب المباشر في اتجاه سادات بوخاري مستغلا عدم توازن الضيوف الذي ترك مساحات واسعة في الخط الخلفي، وهذه الطريقة حاول النجم التركيز عليها منذ بداية الموسم لكنها لم تنجح. نجاعة بوخاري وفنيات عصام الجبالي كان عنصرا فعّالا وأعطى أفضلية للنجم لكن هناك نقطة يجب مراجعتها وهي الرجوع البطيء للدفاع الذي استغله وجدي الجباري لتذليل الفارق بصفة عامة، تأثر النادي البنزرتي بالغيابات كان واضحا وصحوة النجم كانت في الوقت المناسب. أمل حمام سوسة الاتحاد المنستيري: الفريقان يعانيان من تدني النتائج في الفترة الأخيرة لذلك كان الانتصار حتميا لكل منهما، بالنسبة لفريق أمل حمام سوسة فقد رغب في الفوز وبرز ذلك من خلال العزيمة والروح الانتصارية العالية، لكن طبيعة الميدان لم يخدم مصلحة أبناء شهاب الليلي في اللعب بطريقتهم المعهودة وقد أضاع فرانك ميشال هدف الفوز، وهذا اللاعب هو الذي ترتكز عليه طريقة لعب فريق أمل حمام سوسة، بالنسبة للاتحاد الرياضي المنستيري فقد افتقد لبريقه بسبب تراجع نقاط قوته المتمثلة في عبد المجيد بن بلڤاسم وهشام السيفي وماهر الحناشي، كما أن المدرب الجديد لم يكن قادرا على الاضافة في هذه الفترة الوجيزة وتصريحاته هي أكبر دليل. النادي الصفاقسي الملعب التونسي: اللعب كان مفتوحا من قبل الفريقين وهو ما يفسّر الكثافة العددية داخل مناطق الجزاء، في غياب الالتزام الكلي بالواجبات الدفاعية، النادي الصفاقسي اقترب في عدة مناسبات من مرمى الملعب التونسي وقد استغل تكامل وانسجام الثنائي كمال زعيم وعبد الكريم النفطي واستعادة ڤمامدية لحسّه التهديفي. الملعب التونسي فريق منظم ومتكامل ولكن تأثر بغياب خالد الزعيري، وبرز ذلك في طريقة قبول الهدفين، وكانا نتيجة سوء التمركز، كما أن التغيير في نظري لم يكن في محلّه بإخراج فخر الدين قلبي الذي كان يمثل العمق الهجومي، مقابل دخول لاعب يحبّذ المساحات وهو جميل خمير، وهي مساحات لم تكن متوفرة في ظل التغطية المحكمة لوسط ودفاع النادي الصفاقسي. الأولمبي الباجي الترجي الجرجيسي: دخل الفريقان المباراة برغبة جامحة في مواصلة الانتصار وهو ما يفسر النزعة الهجومية التي صبغت المباراة ومردود الفريقين خاصة في ظل تشابه الوضعية ومعرفة كل مدرب لخصال المدرب الآخر. المباراة لم تبلغ مستوى فني كبير رغم خبرة لاعبي الترجي الجرجيسي، لكن خطة التسلسل المفاجئ التي اعتمدوها لم تكن ناجحة وأعطت الفرصة لأصحاب الأرض للتقدم في المباراة بفضل سرعة وقوة المهاجم أيمن السلطاني. قوافل قفصة شبيبة القيروان: قدّم أصحاب الأرض مباراة طيبة للغاية وكانوا في حاجة الى النقاط الكاملة للخروج من عنق الزجاجة وقد وجد الفريق توازنه في الآونة الأخيرة وبدأ عمل المدرب يعطي أكله خاصة على مستوى الانسجام.. في حين أن شبيبة القيروان خاضت مباراة صعبة للغاية رغم تحسّن الأداء في الآونة الأخيرة وتحقيق الانتصار على النجم الساحلي، لذلك لا يمكن تحميل الفريق أكثر من طاقته لأنه يبدو في الطريق الصحيح بقيادة المدرب المحنّك مراد محجوب لكنه اصطدم بفريق متماسك وليس من مصلحته خسارة المباراة على أرضه.