الترجي بثقة الكبار... الإفريقي على الطريق الصحيح والنجم في خطر... جولة جديدة أفرزت العديد من التقلبات أبرزها صعود الملعب التونسي إلى مركز الوصافة وتراجع النجم إلى المرتبة الخامسة فيما حققت الشبيبة فوزا مهما ونسج الأولمبي الباجي على منوالها وبعد حوار الأقدام سنفسح المجال لقراءة فنية متروية تلخص لنا أبرز الملاحظات مع المدرب لسعد معمّر. البداية ستكون بأولى مباريات الجولة، حيث انتصر الترجي على القوافل في ملعب المنزه: «أكد الترجي مرّة أخرى أنه من أكثر الفرق جاهزية هذا الموسم وقد لاحظنا لقاء في اتجاه واحد رغم محاولات القوافل... وفي غياب اللعب الجماعي الذي ميز الترجي جاء الحل من قبل الفنيات الفردية عن طريق هنري بيان فيني ويوسف المساكني وقد تمكّن الترجي من استرجاع توازنه المعهود في الشوط الثاني وحسم النتيجة بفضل الخبرة وسهولة الأداء والانسجام لمجموعة تعرف بعضها جيدا.. في المقابل قوافل قفصة لم تؤمن بحظوظها وقدرتها على الفوز رغم المردود المتميز في الشوط الأول وزاد في تعقيد وضعها إضاعة كمّ هائل من الفرص في ظل تواصل غياب النجاعة الهجومية وتألق وسيم نوارة. الاتحاد المنستيري النادي الإفريقي: الاتحاد المنستيري لم يجد توازنه بعد تتالي النتائج السلبية التي أثرت في الفريق بشكل واضح ليفقد الثقة في النفس التي ميزت الاتحاد في المواسم الماضية لذلك لم تتمكن عناصر الفريق من صنع الفارق. بالنسبة للنادي الإفريقي أصبح يؤمن بحظوظه لآخر لحظة وهي من خاصيات الفرق الكبرى كما أن الأداء تحسن في هذا اللقاء واستطاع الفريق خلق مجموعة من الفرص واقترن ذلك بالنجاح في حصد النقاط الثلاث من جهة أخرى فإن محمد تراوري بالرغم من تواضع إمكانياته إلا أنه أصبح يمثل الحل بالنسبة للمدرب والاستنتاج الأبرز أن الإفريقي سائر نحو التحسن وسوف يتمكن من حسم المباريات القادمة قبل ضغط الوقت الضائع. الترجي الجرجيسي أمل حمام سوسة الفوز الذي حققه الترجي الجرجيسي كان بفضل اللاعبين الذين أحسوا بضرورة الفوز، وحتى المدرب عز الدين آيت جودي فمن غير المنطقي أن يضيف الشيء الكثير في هذه الفترة الزمنية المحدودة، نسق المباراة كان متوسطا والترجي الجرجيسي كان يعاني من غياب الأسماء القادرة على صنع الفارق. بالنسبة لأمل حمام سوسة كان يشكو غياب النجاعة الهجومية وعدم القدرة على صنع اللعب رغم نجاحه في امتلاك الكرة في أغلب ردهات اللقاء وقد أضاع الفريق فرصتين ثمينتين وهو أمر منطقي في غياب وسائل القوة وعدم القيام بانتدابات تعطي الإضافة منذ بداية الموسم. بصفة عامة نتيجة التعادل كانت ستكون الأكثر عدلا لو تحققت في تلك المباراة. شبيبة القيروان النجم الساحلي: نتيجة المباراة كانت ردة فعل طبيعية لفريق أراد حصد العلامة الكاملة في مباراة كانت ستحدد بنسبة كبيرة مصير الفريق في بقية السباق وقد استفاد الفريق من انتعاشة بعض الأسماء، مثل برهان غنّام وصحوة الحارس صابر بن رجب إلى جانب الصلابة التي أصبح يتميز بها خط الدفاع وهذا الانتصار سيعطي للشبيبة دافعا معنويا في باقي المباريات. بالنسبة للنجم الساحلي فقد دخل في فترة شك خطيرة بعد الانسحاب من دوري أبطال إفريقيا والخسارة ضد الترجي، وحتى الإطار الفني أصبح يعاني من الشك والدليل عدم ثباته على تشكيلة واضحة ورسم تكتيكي معين كما أنّ مستوى اللاعبين بان بالكاشف أنه عادي لا غير لذلك تاه النجم الساحلي أمام تألق الفرق الأخرى. النادي البنزرتي النادي الصفاقسي: المباراة بلغت مستوى فنيا طيبا نتيجة لتشابه الفريقين في طريقة اللعب النادي البنزرتي تأثر بغياب الأسعد الدريدي فافتقد وسط الميدان إلى توازنه المعتاد وكشف ذلك عن محدودية الزاد البشري في فريق شاب والنتيجة أعادت النادي البنزرتي إلى حجمه الطبيعي وكشفت هنات وجب إصلاحها وعدم الإفراط في الأحلام الوردية. في المقابل وجد النادي الصفاقسي توازنه وعاد إلى حجمه الطبيعي كأبرز الفرق من ناحية صنع اللعب وتحسن المستوى بالعودة الجماعية للعناصر المؤثرة على غرار عبد الكريم النفطي وبذلك تمكّن الفريق من الظهور بوجهه المعتاد. مستقبل القصرين الملعب التونسي: مستقبل القصرين وجد نفسه تحت الضغط وهو مطالب بصنع اللعب لتأكيد الصحوة المسجلة منذ جولتين لكن الفريق عجز عن ذلك في غياب الإمكانيات البشرية من لاعبين قادرين على صنع اللعب وآخرين مهمتهم تجسيم الفرص الخيارات الهجومية محدودة للغاية وحتى أيمن الرهيفي فليس في أفضل حالاته ولم يقدم المطلوب منه. بالنسبة للملعب التونسي كان وفيا لطابعه الخاص وقدرته على التألق خارج القواعد وذلك نتيجة لإتقان الفريق للمرتدات السريعة واستغلال المساحات الفارغة في ظهر دفاع الخصم... وهذه الخاصية تعكس بصمة المدرب الفرنسي وقدرته على توظيف سرعة مروان تاج والجديدي في حبك الهجومات السريعة من الأطراف مع تميز وسط ميدان البقلاوة بالصلابة الدفاعية.. نادي حمام الأنف الأولمبي الباجي: نادي حمام الأنف سيطر سيطرة عقيمة سببها غياب التركيز وأضاعة صابر خليفة لعدد كبير من الفرص، من جهة أخرى لم يكن الفريق على أتم الاستعداد ذهنيا ويبدو أنهم فازوا في المباراة قبل نزولهم للميدان نتيجة للفوز المحقق خارج القواعد في الجولة الماضية... فريق الضاحية الجنوبية صنع اللعب كالعادة لكنه عجز عن التجسيم وهي مشكلة قد تلازم الفريق في قادم الجولات. الأولمبي الباجي قدم إلى المنزه وهو يعلم أنه لا مفرّ أمامه من الفوز فكانت النتيجة طبيعية لفريق مجروح على حافة الهاوية وهنا لا يمكن الحديث عن أمور فنية أو بصمة مدرب جاء للفريق منذ أسبوع بل نتحدث فقط عن إرادة فوز حقيقية وجماعية صنعت الفارق.