اعترفت ناشطة عراقية في مجال الدفاع عن النساء بعجزها عن حبس دموعها عند القاء القبض على الرئيس الشهيد صدّام حسين وإعدامه مشيرة الى ان حزنها راجع بالأساس الى الشعور بفقدان وطن برمته. وقالت زينب صلبي رئيس منظمة نسائية حقوقية انها لم تحتمل لحظة الاذلال التي كان الرئيس صدّام حسين يعيشها عند إلقاء القبض عليه وأنها لم ترغب في ان تجعل من يوم إعدامه مناسبة للاحتفال كما فعل ويفعل الكثيرون. وأضافت الحقوقية العراقية التي عارضت الرئيس الشهيد في الكثير من سياساته الداخلية والخارجية انها بكت على صدام مرتين خلال حياتها على الراغم من الذكريات غير السعيدة التي تحملها تجاهه. وأبرزت في هذا السياق ان أولى المرتين كانت لحظة اعتقاله اما الثانية فكانت عند اعدامه في الثلاثين من ديسمبر 2007. وأشارت صلبي التي عاشت فترة طفولتها ومراهقتها بجوار الرئيس صدّام حسين الى ان الاعدام جاء بطريقة مباغتة ومفاجئة للجميع مؤكدة بأن القانون لم يأخذ مجراه الطبيعي. وذكرت ابنة الطيار العراقي الذي استضافه صدّام في قصره وأسكنه الى جواره ان المحاكمة لم تكن عادلة ومستوفاة لشروط المقاضاة الشرعية الأمر الذي حال دون الكشف عن ضحايا مفترضين سقطوا خلال فترة حكم صدّام حسين. وتطرقت الناشطة العراقية الى تفاصيل حياتها بقرب القصر الجمهوري، موضحة انها اعتادت ان تنادي الرئيس العراقي الراحل ب «عمو» الذي لم يبخل عليهم بالمزايا والحوافز المادية. ووصفت المتحدثة التجربة «بالفريدة» و«الاستثنائية» التي امتزجت فيها مشاعر الفرح بأحاسيس الخوف والإذلال المعنوي على حدّ تعبيره. كما حمّلت الحقوقية الاحتلال والعقوبات الاقتصادية التي ظلت مفروضة على بلادها طيلة 13 سنة مسؤولية تدهور أوضاع النساء العراقيات اللواتي يعشن ظرفا إنسانيا واجتماعيا مترد للغاية ومأساوي. وشككت صليبي في جدية الأمريكيين في النهوض بأوضاع المرأة العراقية رغم التصريحات المعسولة التي يدلي بها المسؤولون والتي تثير شعور الريبة والتوجس حيال مستقبل العراقيات على كافة المستويات.