حينما غزت جحافل جيوش الامبريالية الأمريكية وعصابات مخابراتها، عاصمة أبي جعفر المنصور: بغداد الباسلة،، ثمّ استولت على كامل العراق الشقيق، انتفضت جميع شعوب الكرة الأرضية (بما فيها الشعب الأمريكي نفسه) رافضة لجريمة القرن النّازية التي خطّط لها ونفّذ فصولها وزير العدوان والدّمار دُونالد رامسفيلد السيّء الصّيت،، ومعه وزيرة دعاية العولمة، كونداليسا رايس البذيئة السّمعة والماضي والحاضر والمستقبل... كما توحّدت جميع القوى الاجتماعية الوطنية والتحرّرية في الأمة العربية، في جبهة رفضها القاطع والحازم لاحتلال بلاد دجلة والفرات،، وفي مساندنها الفاعلة ومؤازرتها الثابتة لجميع فصائل المقاومة الوطنية المسلّحة العراقية الباسلة... ... وفي نفس الجبهة، تفتّقت قرائح رجال ونساء الحركة الثقافية والفكرية والاعلامية والفنية،، وأبدعوا جميعا في الوقوف بحزم كتلة واحدة في وجه الغزو الامبريالي الأمريكي،، وشهّروا بجرائمه النازية (ومنها اغتيال العلماء والصحافيين والمثقّفين...)، وعرّفوا العالم بانجازات المقاومة ومكاسبها وبطولاتها... ... وقد يكون الصحفي العراقي المقدام الأخ منتظر الزيدي، قد كتب الكثير في هذا المجال في الصحف الوطنية العراقية، طيلة سنوات الجمر التي مرّت،،، ولكنّ وعيه القومي الوقّاد وضميره الوطني المتوهّج قد أبدعا داخل وجدانه قلما صحافيا من طراز جديد: ألا وهو الحذاء... ... فالرياضيون التونسيون يعرفون أنّ اللاعب والفنّان اللاّمع طارق ذياب كان قد أحرز في يوم ما على جائزة الحذاء الذهبي الافريقي، كأفضل لاعب كرة قدم في افريقيا!! ... ومن باب المداعبة الافتخاريّة،، ها قد أنجب الشعب العراقي الشقيق «اللاّعب الفنّان اللاّمع» في مستطيل مهنة المتاعب،، الصحفي الشقيق منتظر الزيدي الذي قذف حذاءه بجزأيه أمام عدسات تلفزات العالم، في وجه بوش بصفته رمزا للامبريالية والعولمة!!! .... أفلا يستحقّ جائزة الحذاء الذّهبي على الأقل؟ وعلى صعيد آخر،، أفلم تشعر الأغلبية المطلقة من الصحافيين والصحافيات العرب (وحتّى غير العرب) بأحاسيس الانبهار والاعجاب والاعتزاز والنخوة نحو «مقالة الحذاء» الشهيرة إلى الأبد التي تفنّن زميلهم العراقي في نسجها وصياغتها بمهارة نادرة: فأبدع في اصدار عقوبة تنفيذيّة بليغة المعاني والدّلالات على المحتل بوش، قبل سقوط عهده بأسابيع قليلة،، في انتظار مثوله في حالة ايقاف أمام محكمة مجرمي الحروب؟! ... وفي المقابل،، أما آن الاوان لكي تشعر بعض الأقلام المأجورة وكباريات الدعاية المسمومة، بالخجل والعار الأزرق، وهي التي هلّلت طويلا لجحافل الغزو والتدمير وفرق الموت التي استولت بصواريخ «الكروز» على أعرق بلد عربيّ مجدًا وحضارة وعلمًا وتاريخًا وشموخًا؟؟! ... فشتّان ما بين «الحذاء الوطني المقاوم» و»القلم الأصفر المأجور بدون همّه»: ... والذاكرة الاجتماعية والوطنية والقومية سوف تخلّد مع الأزل الخالد ، الذي برمزيته المكثّفة البليغة، أعاد الحياة إلى روح الشهيد البطل الرئيس صدّام حسين المجيد، وإلى أرواح الآلاف من الشهداء الوطنيين العراقيين الأشاوس... ... فحذاء منتظر الزّيدي يمثّل وسَامًا ذهبيّا للشرف الأصيل والنخوة الخالدة للصّحفي ذاته وللصحافة العربيّة الوطنية الطاهرة،، وأيضا لأمّ منتظر الأبيّة التي بكت وزغردت في نفس اللحظة، وللصبيّ ابن أخيه الذي وعد بوش بعقاب مماثل، ولجميع أفراد عائلته،، وكذلك لكلّ مكوّنات الشعب العراقي المقاوم،، وللأمّة العربيّة النّاهضة بأسرها،، ولجميع شعوب وأمم العالم...