ينصبّ نشاط الساحة السياسية التونسية بمختلف مكوناتها خلال هذه الايام على الحدث السياسي الأبرز على المستوى الوطني وهو الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ويتميز المشهد الحالي بنوع من التفاعل بين مختلف أطراف المعادلة السياسية سواء من أحزاب أو منظمات أو آليات تنفيذ توصيات وتعليمات رئيس الدولة لتجري الانتخابات في كنف الشفافية والديمقراطية بما يمكّن تونس من ترسيخ المسار التعددي والديمقراطي. وكأي حدث سياسي يستقطب اهتمام الاعلام الوطني والخارجي فإن العديد من وسائل الاعلام اتخذت من حالة الاستقرار والتعايش بين المؤسسات والمكونات السياسية موضوعا لابراز ما بلغته تونس من نضج على مستوى تطور الحياة السياسية. الاستثناء الوحيد الذي طبع الانتخابات هو ظهور «جوقة» من الانتهازيين والوصوليين من الذين يقدمون أنفسهم تحت مسميات «المعارضين والنشطاء الحقوقيين». ويتصف هؤلاء بجملة من الخصائص أهمها حقدهم الدفين على كل ما هو إيجابي في تونس ومتاجرتهم بشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان عبر علاقات بأطراف خارجية مشبوهة معروفة بعدائها لبلادنا. واجتهدت «الجوقة» في إطلاق المزاعم والافتراءات وراحت تتمسح على عتبات السفارات الاجنبية للتشكيك في العملية الانتخابية مقابل صكوك بنكية ممضاة سلفا... والحقيقة أن عناصر هذه الجوقة من أمثال سهام بن سدرين وراضية النصراوي ونزيهة رجيبة وخميس الشماري وكمال الجندوبي ونجيب الشابي وحمّه الهمامي ومصطفى بن جعفر وأحمد ابراهيم يعرفون في قرارة أنفسهم أن محاولاتهم هذه فاشلة ولا يمكن أن تنال من ولاء التونسيين لوطنهم وهي أعجز من أن تكون حجرة عثرة أمام المسار الديمقراطي. هؤلاء لا ثوابت لديهم على مستوى القناعات سوى عنصر وحيد له وجهان. الأول هو جني التمويلات من الأطراف الأجنبية بكلّ جشع وطمع أما الثاني فهو خدمة مصالح استعمار قديم لا يزال يستبطن ثقافة الهيمنة. فنشاط خميس الشماري لا يعدو أن يكون غير «السمسرة» وعقد الصفقات والترتيب لها بين الجهات الأجنبية ويحصل الشماري على عمولته بنسبة مائوية محددة مسبقا في كل صفقة يجريها ولا يخجل من استخدام منزله الخاص لاستضافة رجال المخابرات الأجنبية ويقيم على شرفهم ولائم مشفوعة بسهرات خاصة جدا. أما سهام بن سدرين فقد اعترفت على مرأى ومسمع الجميع بتقاضيها لأموال من أكثر من منظمة دولية تحت عناوين المنح من أجل نشاطها الحقوقي المزعوم والنشاط الحقوقي لهذه المرأة التي تحمل جنسية ألمانية بعد أن خانت جنسيتها التونسية هو عرض خدماتها مقابل تحويلات في حساباتها البنكية. وتساعدها في كل ذلك راضية النصراوي المحامية الفاشلة التي لا زبائن لها سوى الخارجين عن القانون من المتطرفين والظلاميين. أما نزيهة رجيبة فهي تمعن في إقامة العرس كلما ضمنت صكا بنكيا من الخارج. وبخصوص المتقلب سياسيا نجيب الشابي فإنه يقدّم نفسه على أنه زعيم الزعماء لحزب هو في الواقع مجرد مجموعة تعد على الأصابع فشلت حتى في إبراز وحدة فكرية بينها. وفي سياق متصل يعيش المنصف المرزوقي الطبيب الذي يحتاج إلى طاقم طبي بأكمله في باريس بمنح تقدمها له وكالات الاستخبارات الأجنبية وبعض سادته في قناة «الجزيرة» التي لا تفصلها إلا بضعة كيلومترات عن القواعد العسكرية الأمريكية. حقيقة، هذا مشهد بائس لجوقة تطفلت على العمل السياسي ما انفكت عناصرها تطير خارج حدود البلاد في كل مناسبة بحثا عن لحس بقايا الولائم التي يقيمها أسيادهم. المرصد الوطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية ينهي مراقبة الحملة الانتخابية أنهى أعضاء المرصد الوطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية 2009 زياراتهم الميدانية عبر مختلف ولايات الجمهورية لرصد سير الحملة الانتخابية ومراقبة الظروف التي جرت فيها. وقد تولى الأعضاء خلال هذه الزيارات التي انطلقت مع بدء الحملة يوم 11 أكتوبر الجاري، عقد جلسات ولقاءات مع رؤساء القائمات الانتخابية المترشحة، والاستماع إلى ملاحظاتهم وتسجيل انطباعاتهم حول ظروف سير الحملة الانتخابية. كما التقى أعضاء المرصد ممثلي السلط الجهوية والمحلية، وتحولوا إلى عديد الأماكن للاطلاع على أماكن تعليق البيانات الانتخابية والمناشير، وصور المترشحين والتأكد من مدى مطابقتهما للقانون الجاري به العمل في هذا الشأن. وسجل أعضاء المرصد خلال تنقلاتهم ولقاءاتهم مع الفعاليات المنخرطة في العملية الانتخابية ما عبر عنه مختلف رؤساء القائمات من ثناء كبير على الجهود التي يبذلها المرصد لتسهيل مهمة المترشحين، ومن ارتياح لما أبدته الإدارة من تعامل إيجابي، وما وفرته من ظروف طيبة أمام الجميع للقيام بحملاتهم الدعائية.