ناشد السيد لسعد بن عبيدي الاينوبلي والد الطفل أمان الله الذي يرقد في غيبوبة رفقة والدته بمستشفى القصاب بمنوبة، السلطات المعنية وأهل الخير مساعدته على مجابهة مصاريف علاج ابنه ومصاريف تنقلاته بين جندوبة والعاصمة. الابن الضحية وعمره لم يتجاوز السنة الخامسة، ألبسته أمه أفضل ما عنده يوم 1 أكتوبر الجاري على أمل ان يلتحق مع ابنة عمه بمقاعد الدراسة، سنة أولى تحضيرية. كان يوم خميس، استيقظ الطفل باكرا وانتظر ابنة عمه ليترافقا الى مقاعد القسم الجديد والمعلّم الجديد.. المدرسة تقع في قرية «عين مطوية» بالسواني من ولاية جندوبة، جلس أمان الله وابنة عمه على مقعدين في نفس الطاولة وكان ذلك اليوم بالنسبة إليهما يوم اكتشاف للعالم الجديد، عالم الدراسة. بعد أن دقّ جرس نهاية الحصة الدراسية، خرج مسرعا مع بقية زملائه ثم انتظر قريبته ليعودا سوية الى العائلة. أثناء سيرهما، وعندما أرادا قطع الطريق في اتجاه منزلي والديهما، كانت سيارة ذات رقم منجمي أجنبي تجري بسرعة كبيرة في الاتجاه المعاكس فباغتت الصغيرين وصدمتهما بعنف لترمي بهما قرابة العشرة أمتار وكانت إصابتهما خطيرة، اذ لفظت البنت أنفاسها الأخيرة على قارعة الطريق فيما ظل الطفل أمان الله يقاوم الموت، في الوقت الذي قرّر فيه سائق السيارة وهو تونسي مقيم بالخارج الفرار ولم يفكّر حتى في إسعاف الصغيرين او نقلهما الى المستشفى قبل ان يسلّم نفسه الى أحد مراكز الحرس. نقل الطفل المصاب على جناح السرعة الى مستشفى جندوبة حيث تقرّر أمام خطورة إصابته نقله الى تونس، وهو يرقد الآن تحت العناية الطبية المركّزة بمستشفى القصاب بمنوبة، فيما دفنت الطفلة مع أشيائها الصغيرة وكراسها الذي لم ترسم فيه غير بعض الحروف والخطوط البريئة. أما أمان الله فهو يعاني من حالة غيبوبة، وحسب والده فإنه فقد البصر وأصبح غير قادر على اي حركة عضوية إضافة الى ان احدى الاصابات كانت خطيرة جدّا لأنها طالت الدماغ. الطفل يرقد تحت العناية الطبية المركّزة ومعه والدته التي لم تقدر على تحمّل الصدمة، وهي أيضا ترقد معه للقيام بشؤونه وعلى نظافته فهو لم يتجاوز ربيعه الخامس، والغيبوبة أثقل منه. والده السيد لسعد بن عبيدي الاينوبلي يعيش حالة تمزّق رهيبة اذ انه مطالب بالاعتناء بابنه الصغير البالغ من العمر ثلاث سنوات وتوفير حاجياته ومطالب ايضا بزيارة ابنه الأكبر أمان الله والأم بمستشفى القصاب، وتوفير حاجياتهم وثمن الأدوية ومصاريف التنقل وهو ما أثقل كاهله الى ان اصبح عاجزا تماما عن التوفيق بين العناية بمن هو في حاجة إليها في منطقة السواني بولاية جندوبة وبين من هو ايضا في حاجة الى تلك العناية بتونس. أثقله التنقل بين جندوبةوتونس وأثقلته كثرة المصاريف حتى اصبح عاجزا عن توفير متطلبات الحياة اليومية من أكل وشرب، لذلك لم يجد من حلّ غير مناشدة السلطات المعنية وأهل القلوب الرحيمة من التونسيين مساعدته ماديا حتى يتمكن من تحمّل عبء عائلة مزّقتها لحظة سرعة لم تراع فيها براءة طفلين ، الأولى ترقد بسلام في قبرها الأبدي والثاني لا يعرف مصيره.