ايقاف المتهم... والجريمة تخلّف وضعية اجتماعية صعبة تونس الأسبوعي القسم القضائي لفظ خلال الأسبوع الفارط شاب في الرابعة والثلاثين من عمره يدعى طارق أنفاسه الأخيرة بمستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة لنزيف دموي حاد لحق به في الرقبة نتيجة تعرّضه لطعنة سكين قبل بضعة أيام بحي الشباب بدوّار هيشر. وتولّى أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنوبة البحث في ملابسات الجريمة بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن السلط القضائية بالجهة فتمكنوا من إيقاف المظنون فيه لسماع أقواله قبل إحالته على قلم التحقيق. حزن وألم ولتسليط الضوء على هذه الواقعة الأليمة تحولنا الى منزل عائلة الضحية.. هناك لا ترى سوى الحزن العميق في أعين الأهالي والأقارب.. امرأة شابة تبكي فراق عائلها الوحيد.. عجوز تنتظر زيارة جديدة لابنها الذي ودّعها قبل لحظات بابتسامته المعهودة.. طفلان يستفسران سرّ غياب والدهما المفاجيء واخوة وأصدقاء يتألمون في صمت. ابتسامة الوداع «الغالي مشى وما رجع يا وليدي.. توّا درج كان بحذايا طل عليّا وقصد ربّي لدوريرتو..» بهذه الكلمات الحزينة بدأت والدة الضحية حديثها إلينا ثم تتابع: «ليلة الواقعة أغلق ابني محلّه (الضحية فني في الالكترونيك) واستقل دراجته نحو منزلي كعادته حيث تفقدني وجلب لي ما طاب من الغلال ثم قبّلني وهو يبتسم خاصة وأنه يحتفل في ذلك اليوم بعيد ميلاده وغادرني باتجاه محل سكناه الذي لا يبعد عن بيتي سوى ثلاثة كيلومترات». الخبر الأليم هنا صمتت الأم الملتاعة.. تكفكف عبراتها.. تحتضن أحد حفيديها ثم تواصل: «بعد فترة زمنية قصيرة جاءنا الخبر المفزع.. أعلمونا أن فلذة كبدي تعرض لاعتداء من قبل أحد أبناء الحي (جار).. اسودّت الدنيا حينها في عيني.. ورفعت يدّي للسماء ودعوت اللّه أن ينقذه..». طعنة غادرة لم تتمكن محدثتنا من مواصلة سرد الوقائع فالمصاب جلل.. تدخّل حينها بعض أفراد أسرة الضحية وأعلمونا أن شابا من ذوى السوابق العدلية اعترض سبيل طارق أثناء عودته الى محل سكناه فحصلت مناوشة بينهما تعمّد أثناءها المتهم الى طعن جاره الشاب في الرقبة ثم لاذ بالفرار. ورغم الدماء التي كانت تنزف من مكان الطعنة فإن طارق تحامل على نفسه واستقل دراجته النارية وتحول الى مركز الحرس الوطني بالجهة وأعلم الأعوان بالواقعة وأدلى بهوية المتهم ثم عرّج على قسم الاستعجالي بمستشفى دوّار هيشر. نزيف دموي وأفادنا أقارب الضحية أن الإطار الطبي وشبه الطبي المباشر قام بإسعاف طارق وتنظيف الجرح ووضع ضمادة فوقه وسمحوا له بالمغادرة «ولكن ما أن حاول طارق العودة الى منزله حتّى شعر بدوار شديد» يقول أحد أفراد أسرته الذي تابع قائلا: «قام الإطار الطبي حينها بنقله الى مستشفى الرابطة ومنه الى مستشفى ثان بالعاصمة حيث احتفظ به تحت العناية المركزة بعد التفطن لإصابته بنزيف دموي حادّ من جرّاء الطعنة». وفاة ووضعية صعبة وأضاف محدّثنا: «طلب منا التبرع له بالدم ففعلنا لإنقاذ حياته ولكن طارق ظل طيلة خمسة أيام في غيبوبة الى أن فارق الحياة» مخلفا وضعية اجتماعية صعبة لعائلة تتكون من الأم والزوجة والابنين (3 سنوات و10 سنوات) وبناء على هذه التطورات تعهد أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنوبة بالبحث في القضية فنجحوا إثر سلسلة من التحريات في القبض على المشبوه فيه الذي من المنتظر إحالته خلال الأسبوع الجاري على قلم التحقيق بابتدائية منوبة لمواصلة التحقيقات معه. صابر المكشر سعيد المشرقي للتعليق على هذا الموضوع: