بدأت تظهر في أسواقنا منذ مدّة، سوق للعب المستعملة المستوردة، الى جانب الملابس المستعملة، فلا نجد في هذه السوق من اللعب الا ما يشرح صدر الطفل ويزيد ارتباطه بالمحيط وثوقا، وعلاقته به صلابة ومتانة... لعب كلها تجعل من الحيوان صديقا حميما للطفل حتى إنه إذا امتلك منها أية لعبة فلا ينام الا وهي بجانبه على الفراش ونجد في هذه السوق كل ما هو وديع ك «الكوالا» والدبيب والغزال والقرد والقط والأرنب والحمامة، وغيرها كثير... فنرى الطفل يحدثها ويدعوها الى صحبته وعشرته وحتى الى التآخي... وفي المقابل نجد في أعيادنا وفي كل مكان أسواق أخرى للعب الجديدة المستوردة فيها الدبابة المصفحة ومدفع الهاون و«الموزر»، والكلاشنكوف، والطائرة الحربية وقاذفات القنابل العنقودية الذكية ولا غرابة إن وجدنا فيها غدا الحزام الناسف، والكمائن، وكل وسائل القتل والدمار، وسحق البشر قبل الحيوانات. ومن هذا الباب يدخل السؤال: ماذا سنعلم الصغار وهم يلعبون، ما دامت أسواقنا تعج بكل جديد من الألعاب النارية ونحن أدرى شعوب المعمورة أن «من شبّ على شيء شاب عليه» وبأن من يتعلم اشعال النار، فقد «يلعب بالنار»؟