مياهٌ تسيلُ إلى آخر الدرب. كانت حشود الجماهير تنزلُ من سمواتِ الشوارع تبسطُ أجنحةً للغمامِ القريبِ على ساعةِ الإنفجار. مياهٌ من الناس تمضي إلى غايةٍ حيّةٍ تستردّ اللّحوز التي آستوقدت نارها في حناجرنا. ... .اِرحلِ الآنَ ياطاغيهْ سنبدّد شكّ المناورةِ الآنَ نذكرُ »حَشاّدَ« حينَ يقولُ : أحبّكَ يا شعبُ الآنَ نحنُ بلا حرجٍ. في البدايةِ نستأنفُ الثورةَ البكرَ نوقدُ شموعَ الحياةِ وفاءً لهم للشهيدِ يقولُ لتونسَ : عشتُ لكم و آجتبيتُ دمائي فتيلاً لنيرانكم فخذوا مددي إذ يهيجُ يبرعمُ في الأرضِ زهرُ الحياة....... مياهٌ تسيلُ من العمقِ لا تتركُ الظلمَ يرمي بأطرافه في الربوعِ لا تتركُ اليأسَ يضرمُ أسبابهُ في الجموعِ ...نسيلُ إذن في مجاري البلادِ نعبّدُ نهجَ التآلفِ رغمَ آختلافاتنا فنحنُ آنتفضنا هنا من جحيمِ الوصايةِ شخصين شخصينِ شعبا من الثائرينَ و في دمنا حرقةٌ لآستباقِ الحياةِ نحاولُ قتلى على الطرقاتِ بيانَ مقاصدنا... نقولُ ظلمنا كثيرا و قتلوا الرّوحَ في روحنا قتلونا مرارا و لكنّنا في الأخيرْ آنطلقنا خفافا إلى روحنا نستردُّ البقاء جديرينَ بالنّورِ تسميةًً و بالماءِ أغنيةً للفصولِ و بالأبجديّةِ حرّيةً مشتهاةْ. فلا لأقفالكمْ. لا لأغوالكم. لا لوجهٍ قديمٍ على سدّةِ الحكمِ. لا للتجمّعِ. لا للتغلغلِ. لا للتفرعنِ. لا للوصايةِ تحتَ عناوينَ مسبوكةٍ في المراحيضِ. البيتُ للشعبِ الدّارُ للشعبِ الماءُ للشّعبِ الخبزُ للشّعبِ و الأبجديّةُ للشّعبِ... .....دستورنا اليومَ حقٌّ و عدلٌ و للشعراءِ شؤونُ على صفحةِ الغيبِ أعيادنا سنؤسّسها في مواعيدنا برغيف أنيقٍ و أغنيةٍ للفقيرِ العظيمِ و أسماؤنا سنعلّمها للفراخِ الصّغيرة معزوفةً في سماءِ التحرُّرِ بالعشقِ للشهداء...... غمامٌ من الشعبِ طارَ إلى جنّة اللّهِ يعلنُ أيّامَ عزّتهِ. كنتُ منهم و كانَ لنا شرفُ السّبقِ في شربْ مزنتهِ فآرتوينا على الرّغمِ من قيصرِ الرّومِ. تونسُ حضنُ الحضارةِ تنهضُ من ليلها العربي : بالشهداءِ يؤمّونَ محرابَ ثورتنا و بالشعراءِ يضيؤونَ طريقَ بدايتها و بالشّرفاءِ . تونسُ الآنَ من الكلماتِ الأبيّةِ في بحرِ شاعرها فلا حصرَ للوصفِ لا وقفَ في تبعاتِ التأمّلِ لا منعَ في درجاتِ التكشُّفِ فهيَ القصائدُ حبلى بمعنى القيامةِ و الثّورةُ الآنَ عنوانُ بهرجها في عيونِ المحافلِ فالمجدُ للشهداءِ سبيلٌ لإحياءِ غدوتنا ... لشعبي مزيّةُ بعدي من الغابِ و قربي إليهِ . لشعبي أعودُ أعلّمُ نفسي يقينَ الإرادةِ أنَّ العواصفَ حينَ تجيءُ تمرُّ لنحمّلها الماءَ للثّائرينَ نضيءُ الطّريقَ طريقا يضيءُ الطّريق فلا لأقفالكم. لا لأغوالكم . لا لوجهٍ قديمٍ على سدّةِ الحكمِ . لا للتغلغلِ . لا للتفرعنِ. لا للوصايةِ تحتَ عناوينَ مسبوكةٍ في المراحيض. البيتُ للشّعبِ الدّارُ للشّعب الخبزُ للشّعبِ الماءُ للشّعب .... والأبجديّةُ حريّةٌ مشتهاةْ ...... .....مياهي لا تزالُ تغرّدُ لحنَ الحياةِ ....فخبزٌ و ماءٌ و لا...........