دعت أحزاب وتكتلات شيعية عراقية أمس إلى استجواب رئيس الوزراء المعيّن نوري المالكي حول التفجيرات التي هزّت العاصمة العراقية بغداد الأحد الماضي محمّلة إياه مسؤولية العجز عن تحصين المقرات الحكومية السيادية فيما أعلن فرع تنظيم القاعدة «دولة العراق الإسلامية» عن وقوفه وراء عمليات ما بات يسمّى ب«الأحد الدامي». وطلب «الائتلاف الوطني العراقي» الشيعي من مجلس النواب استجواب رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة حول الانهيار الأمني الأخير. نيران «صديقة» وحثّ التكتل الشيعي المناوئ لسياسات المالكي على استجواب القائد العام للقوات المسلحة لشرح أسباب التدهور الأمني واستدعاء قيادة عمليات بغداد وترتيب الأثر الفوري على ذلك ومعالجة الخروقات الأمنية. من جهته ندّد القيادي في «المجلس الأعلى الإسلامي» في العراق جلال الدين الصغير باتهام سلطة بغداد أطرافا خارجية بالضلوع في التفجيرات. وقال الصغير إن اتهام الأطراف الخارجية يعد وسيلة للتهرب من المسؤوليات بيد أن الواقع يتمثل في أن الحكومة لم تدرك مدى حساسية الوضع. كما استهجن نائب التيار الصدري في البرلمان بهاء الأعرجي الأداء الحكومي والتعتيم الإعلامي على الأرقام الحقيقية لحصيلة الضحايا. وذكر النائب أن وزارة الصحة تسعى إلى تقليص حصيلة الضحايا فهي تقول إن الهجومين أسفرا عن مقتل 99 شخصا فيما تتحدث مصادر أخرى عن مصرع 155 عراقيا. وتأتي موجة الغضب السياسية عن الأداء الحكومي عقب اتهام علني وجهه محافظ بغداد صلاح عبد الرازق أول أمس إلى القوى الأمنية بالضلوع في التفجيرات الانتحارية. وتُعد عمليات «الأحد الدامي» التي ذهبت بأرواح 155 عراقيا وأصابت 400 اخرين الأكثر دموية منذ حادث 14 أوت 2007 في محافظة نينوى. تبني التفجيرات في هذه الأثناء تبنّت جماعة «دولة العراق الإسلامية» فرع تنظيم «القاعدة» في العراق الهجوم المزدوج الذي هز العاصمة بغداد. ونقلت مؤسسة «سايت» الأمريكية عن أحد المواقع الالكترونية تأكيده أن التفجيرين الذين استهدفا مبنى وزارة العدل ومقر مجلس محافظة بغداد ضربا معاقل الكفر في أرض «الخلافة» على حد تعبيره. وأضاف الموقع حسب «سايت»، أن الهجوم جاء ليثبت أن «العدو» لا يفهم إلا لغة القوّة وفق تصنيفه للصراع القائم في العراق. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع العراقية أوقفت الليلة قبل الماضية عدّة أشخاص زعمت أنهم من تنظيم «القاعدة» وأنها توصلت إلى معلومات وصفتها بالمؤكدة تثبت تورط عناصر التنظيم و«البعث العربي الاشتراكي» بهجوم «الأحد الدامي» على حدّ ادعائها.