قتل أكثر من 100 شخص أمس وأصيب نحو 213 آخرين جراء انفجار في سوق بمنطقة «مينابازار» في مدينة بيشاور الباكستانية. ونفت حركة «طالبان» باكستان مسؤوليتها عن الهجوم الذي تزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى البلاد. وذكر عدد من الأطباء في مستشفى «ليدي ريديفغ» الحكومي أن معظم القتلى من النساء والاطفال، فيما صرح شفقات مالك خبير المتفجرات للصحافيين ان «التفجير ناجم عن سيارة مفخخة وان بعض الناس مازالوا عالقين داخل مبنى... نحن نحاول انقاذهم». حطام... حريق... ضحايا؟! وتسبب التفجير الذي استهدف المدينة الواقعة على مشارف منطقة القبائل المضطربة في احتجاز العديد من الضحايا تحت أنقاض المتاجر المدمرة ووفق شهود عيان فقد تصاعدت ألسنة اللهب من بين الحطام والمباني المنهارة. وأجلت الشرطة السكان الذين أهلكهم الرعب من بين الركام المشتعل وأكد الطبيب مسلم خان أن مكان الانفجار كان عبارة عن ساحة حرب حيث «تنتشر الأشلاء... والناس في كل مكان... كثيرون أصيبوا بحروق... الجثث والجرحى كثيرون وفي كل مكان». وتوقعت الشرطة الباكستانية ان يرتفع عدد الضحايا خاصة ان الانفجار وقع أثناء تواجد عدد كبير من الناس، وأكدت انه اضافة الى المحلات والمباني تسبب الانفجار في انهيار الجامع المجاور بالكامل. ومن جانبهما استنكر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس وزرائه يوسف رضا جيلاني عملية التفجير وطالبا الرئيس التنفيذي لحكومة المقاطعة أمير حيدر خان هوتي الى فتح تحقيق في الحادث. «طالبان» تنفي... كلينتون تتعهد!؟ وعلى صعيد متصل نفت حركة «طالبان» باكستان في بيان لها أمس وقوفها وراء هجوم بيشاور، قائلة انها لا تستهدف المدنيين في الاماكن العامة واتهمت الحكومة الباكستانية بمحاولة «تشويه سمعتها» وفق ما ورد في البيان. ويأتي هذا التفجير بعد ساعات من وصول وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى باكستان في زيارة هي الاولى منذ توليها هذا المنصب. وقالت كلينتون عقب التفجير «إن الولاياتالمتحدة ستقف الى جانب باكستان في قتالها ضد الجماعات الوحشية المتطرفة» على حد قولها. وأضافت قائلة «إن باكستان تخوض كفاحا متواصلا ضد الجماعات المتطرفة العنيدة والوحشية التي تقتل الابرياء وتروع الجماعات». وتابعت الوزيرة «هذا كفاحنا نحن ايضا، ونشيد بالجيش الباكستاني لقتاله الشجاع ونقف جنبا الى جنب مع الشعب الباكستاني في قتاله من اجل السلام والامن». وبصورة أوضح حول طريقة الدعم الامريكية، قالت كلينتون «سنمدكم بالمساعدة التي تحتاجون اليها». وصرحت للصحفيين الذين رافقوها في رحلتها في وقت سابق ان بلادها بصدد فتح «صفحة جديدة» في العلاقات التي كانت تتسم في السنوات بشكل خاص بأنها «أجندة أمنية لمكافحة الارهاب» على حد تعبيرها.