حصل الدكتور عمارة غانم اخصائي في الامراض النفسية على جائزة أفضل بحث تونسي في مجال الصحة النفسية والعقلية مؤخرا لمخابر «ميديس» بحضور السيدة نجوى ميلادي كاتبة الدولة لدى وزير الصحة العمومية. والتقت «الشروق» الدكتور غانم وتحدثت اليه للاطلاع على محتويات البحث فأفاد ان موضوع البحث يتعلق بالاضطرابات السلوكية لدى المراهقين حيث تم اخذ عينة ل 1021 تلميذ من مؤسسات تعليمية بسوسة، تتراوح اعمارهم بن 12 و 17 سنة. وكشفت الدراسة عن معاناة 10% منهم من الاضطرابات النفسية والسلوكية وتبين انهم يهيّئون للانحراف حيث يأتون سلوكات غير عادية كعدم استشاره والديهم والسهر ليلا واتيان سلوكات عنيفة والسرقة او القيام «ببراكاج» بمعنى السلب تحت طائلة التهديد بالاضافة الى عدم احترام القواعد والنواميس العائلية والاجتماعية المعمول بها. وذكر الدكتور ان هذه السلوكات ليست مقتصرة على المراهقين في تونس فحسب بل هي ظاهرة عالمية تؤدي خاصة الى كارثة الانقطاع المبكر عن التعليم. أسباب وانعكاسات قال الدكتور انه تم بعد توزيع استمارة البحث على العينة المدروسة من تلاميذ اناثا وذكورا القيام بعملية تقييم لتصرفاتهم وسلوكاتهم فتبين ان في داخل كل منهم نظرة دونية تجاه نفسه وحول اسباب هذه الاضطرابات أكد ان المسؤول الأول هي العائلة وتحديدا الوالدين حيث كلما كانت العائلة مختلة كلما حدث اضطراب سلوكي لدى المراهقين واضاف ان من اهم عوامل الاضطرابات السلوكية نجد ايضا الوسط الاجتماعي من خلال استعمال الوسائل المحظورة كالمخدرات والتدخين وغيرها. وتنعكس هذه العوامل سلبا على المراهق فيلجأ حسب الدكتور غانم الى الانطواء على نفسه والاكتئاب وتصبح سلوكاته مضطربة وغير طبيعية ويفقد الثقة في النفس واكد انه لا علاقة للمستوى المادي للعائلة او الجهة التي ينتمي اليها في الاضطرابات النفسية. وخلص الى القول : «بأن جائزة مخابر «ميديس» للأدوية هي بمثابةالحافز للبحث العلمي في مجال الصحة النفسية ولها دفع معنوي كبير لا سيما لدى الباحثين الشبان امثاله». وللاشارة حصل الدكتور عمارة غانم على الجائزة الأولى وقيمتها 5 اَلاف دينار وحصلت الدكتورة تركية لموشي اخصائية بقسم اعصاب سهلول سوسة على الجائزة الثانية والدكتورة ألفة بن عزوز و الاستاذ كريم بنان للامراض النفسية بالرازي على الجائزة الثالثة وذلك في اطار لقاء طبي علمي نظمته مخابر «ميديس» مؤخرا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية.