برزت خلال السنوات الاخيرة بالمجتمع التونسي ظاهرة استعمال الأدوية المسكّنة للآلام والأوجاع والمساعدة على النوم والمنبهات في آن واحد. ولئن يحتاج الاطباء لهذه الأدوية في بعض الحالات لعلاج المرض فإن استغلالها بإفراط من قبل اي شخص له انعكاسات سلبية ومرض الاكتئاب أبرزها. وتحدّثت «الشروق» الى الدكتور محمد التريكي اخصائي في أمراض النوم عن هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية فأفاد بأن التونسي يقبل على الافراط في استهلاك المنبهات من جهة والأدوية المساعدة على النوم من جهة أخرى. وأوضح ان اعتماد المنبهات غايته الرغبة في المحافظة على نشاط العقل والبدن رغم تعب الجسم وذلك إما للعمل او الدراسة لأيام طويلة وقال: «صحيح ان المنبهات سواء كانت في شكل أدوية او قهوة او شاي تساعد على يقظة المخّ ولكن ذلك لا يتجاوز الساعات القليلة ولا يمكن الاعتماد عليه فيما بعد». وأضاف ان المنبهات تنشّط العقل والجسم وتغيّر توقيت العمل لكن لا يمكن ان يحافظ على نفس درجة قوة الذاكرة وقدرتها على العمل بصفة طبيعية وأعطى كمثال سائق سيارة الأجرة الذي يتناول القهوة بإفراط يستطيع السياقة ليلا فتضعف قدرته على التركيز ويتسبب في حوادث الطرقات. وأشار الى ان كثرة المنبهات تؤثر على مناعة الجسم فتجعله غير قادر على مقاومة الأمراض الجرثومية ك «الڤريب» والالتهابات المختلفة وأي «فيروس» يدخل الجسم يستطيع النيل منه بسهولة ويدخل المصاب في دوّامة تناول «الفيتامينات» والأدوية لاستعادة عافيته. وخلص الى القول بأن الفائدة من اعتماد المنبهات أقل بكثير من الانعكاسات السلبية لاعتمادها. نصح في هذا السياق بالابتعاد عن هذا السلوك لأنه سلبي وخاصة اذا كان غير معتمد على استشارة الطبيب. اكتئاب يقود «الاكتئاب» والقلق الى حدوث اضطرابات في النوم ينجرّ عنها إقبال المصاب على أدوية مساعدة على النعاس والنوم الهادئ ويدخل بعض الاشخاص الذين يتعرّضون الى ضغوطات و«ستراس» وبعض المشاكل العائلية الى الاضطراب في النوم فيلجؤون الى استعمال الأدوية بحثا عن الراحة وهذا حسب الدكتور له انعكاسات خطيرة. وأوضح ان الطبيب يساعد المريض على النوم الهادئ بوصف بعض الأدوية لمدة لا تتجاوز الشهر ولكن الأشخاص الذين يستعملونها بإفراط ولمدة طويلة يصابون بالتبعية لهذه الأدوية فلا ينامون بدونها كما تتأثر نوعية النوم ويزداد الأمر تعقيدا. وعرّج الدكتور على ما يعيشه التونسي اليوم من ضغوطات يومية بسبب كثرة الشواغل لاسيما في العاصمة. ونصح بضرورة البحث عن سبل جديدة للخروج من هذه الدائرة بإيجاد وقت للترفيه وممارسة الأنشطة الرياضية كوسيلة أساسية لتجنيب الجميع استعمال الأدوية بطريقة عشوائية. وللإشارة يتوجه اهتمام المخابر التونسية الى توفير أدوية تعالج الأمراض النفسية لاسيما منها الاكتئاب الذي يؤدي الى اضطراب النوم وبالتالي الى الرغبة في استهلاك المنبهات خلال النهار بحثا عن نشاط الجسم. وانطلقت مخابر «ميديس» مؤخرا في ترويج دواء جديد لعلاج الاكتئاب والمساعدة على الشفاء من المرض حتى يتمكن من التخفيض في نسبة استهلاك المنبهات والمساعدة على النوم.