تفاعلت جلّ الأحزاب السياسية مع نتائج انتخابات الأحد الفارط وإلى جانب انعقاد عدد من المكاتب السياسية أصدرت هذه الأحزاب بيانات ضمّنتها مواقفها التقييميّة الأوليّة من الحدث الانتخابي الّذي ما تزال القراءات بخصوصه تتواتر من مختلف الأطراف والجهات والأوساط. فقد عقد المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين جلسة ممتازة يوم أمس الأربعاء استعرض خلالها مراحل الانتخابات الرئاسية والتشريعية واستخلاص النتائج والعبر مما نطقت به صناديق الاقتراع، وهنّأ المكتب في بلاغ له الرئيس زين العابدين بن علي بثقة الشعب التونسي الغالية ليواصل في ولاية جديدة مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة مؤكدا أن فوز الرئيس بن علي رئيس كل التونسيين هو انتصار لتونس وأن 25 أكتوبر 2009 لحظة تاريخية واعدة وفاتحة لانطلاقة جديدة تستجيب لانتظارات التونسيين والتونسيات. مؤشرات وانتظارات وجددت ح.د.ش. بالمناسبة اعتزازها بدرجة الوعي والنضج والسلوك الحضاري في التعامل مع العملية الانتخابية التي بلغها الشعب التونسي وانحيازه الدائم للتعقل والحكمة بعيدا عن التشنج والمهاترات لفتح صفحة جديدة بنفس جديد ودم جديد عنوانها التعايش والوفاق والحوار والمشاركة. وأشار بلاغ المكتب السياسي لما قال إنّه رسائل مطمئنة للجميع سيبشر بها الرئيس بن علي في خطابه المنتظر للشعب يوم 7 نوفمبر المقبل بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والعشرين للتحول المبارك لإنجاز برنامجه «معا لرفع التحديات». وقرّر المكتب السياسي تخصيص اجتماع المكتب السياسي المقبل لوضع خطة التحرك للإسهام في تأطير المواطنين وتيسير مشاركتهم في الحياة السياسية ووضع سنة 2010 تحت شعار «سنة اندماج الشباب» بعد أن وضعت سنة 2009 تحت شعار «سنة النهوض بالجهات». أغلبية واسعة ومؤشرات إلى ذلك، أصدر المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري بيانا عبّر فيه عن موقفه وقراءته للمشهد السياسي في ظل ما أفرزه الاقتراع العام، وإلى جانب رفعه تهانيه الحارة إلى رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بمناسبة انتخابه لولاية 2009 2014، اعتبر المكتب أن حصول الرئيس بن علي على أغلبية واسعة تأكيد لانخراط الشعب في خياراته الإصلاحية التي مثل برنامجه مرجعيتها المركزية. وقال التحرري إنّ الإطار التعددي المتنوع الذي جرت فيه هذه الانتخابات شكّل مؤشرا لهامش الحرية الهام الذي تحظى به الأطراف السياسية في بلادنا اليوم، و اعتبر المكتب السياسي في سياق آخر أن اختلاف وجهات النظر وتعددها عنصر إثراء لا يمكن للديمقراطية أن تقوم من دونه منبها في ذات الوقت إلى حيوية أن تكون مسيرة التحديث السياسي متناغمة مع خصوصية التطور العام للمجتمع التونسي مشيرا إلى أن إسقاط النماذج النظرية الجاهزة لا يفضي إلى تطوير العملية الديمقراطية وتعميقها بقدر ما يحمل في أحشائه مخاطر الانتكاسة والردة. ورفع حزب الخضر للتقدّم في بلاغ له بتهانيه الحارة إلى رئيس الجمهوريّة زين العابدين بن علي وإلى كافة الشعب التونسي بمناسبة ما قال إنّه نجاح للانتخابات الرئاسية والتشريعية 2009. وأشاد الخضر بالأجواء الحضاريّة والمدنيّة الّتي جرت فيها كامل أطوار هذه الانتخابات ونوّه بما بذلتهُ كامل الأطراف من جهود لتعزيز أركان التجربة السياسية التونسية ومزيد الارتقاء بالممارسة الانتخابية في اتجاه حياد الإدارة والتنافس النزيه وشفافية صناديق الاقتراع. في مقابل ذلك استنكر بلاغ حزب الخضر ما عمدت إليه بعض الأطراف، وهم قلّة، من المحسوبين على المعارضة على حد عبارة البلاغ من سعي لتشويه الواقع السياسي والديمقراطي في البلاد ورغبة في التشكيك في سلامة التمشي الإصلاحي المرحلي والتدريجي الّذي تنهجُهُ البلاد على درب نحت معالم مضيئة لتجربة تعددية رائدة قوامها الحوار المتواصل وتوسيع هوامش المشاركة وتعاضد جهود الجميع من أجل إفادة التنمية والاستقرار في البلاد. ورأى حزب الخضر للتقدّم أنّ نسبة المشاركة المكثّفة من الناخبين والشهادات الّتي قدّمها الملاحظون الأجانب المحايدون هي أكبر ردّ على تلك الحملات المغرضة والّتي انكشفت نواياها ومنطلقاتها في الارتهان إلى أجندات خارجية وخدمة مصالح الآخرين عوضا عن الانتصار إلى قضايا الشعب التونسي والدفاع عن سيادته واستقلاليّة قراره الداخلي. وقال الحزب إنّه يؤمنُ بأنّ حالة الإجماع الّتي كرّستها هذه الانتخابات حول الرئيس زين العابدين بن علي هي أكبر ضمانة لكي تواصل البلاد مسيرة النماء والتقدّم والتطوير وتُراكم في غضون الخماسية القادمة وما يليها المزيد من النجاحات والمكاسب. تطور مهم ومكبلات ذاتية من جهته قال حزب الوحدة الشعبية إنّ تطورا هاما قد حدث مقارنة بالمواعيد الانتخابية السابقة ونوّه الحزب في بلاغ له بتدخل الإدارة السريع والناجع لتطويق بعض التجاوزات التي حدثت بصفة فردية، واعتبر الحزب أنّه مطالب بمزيد العمل لتجاوز المكبلات الذاتية حتى تكون نتائجه أفضل خلال المواعيد الانتخابية القادمة. وأشار تصريح حزب الوحدة الشعبية إلى أنّ الاطار الوفاقي في البلاد أسهم اسهاما فعليّا في تقوية الأحزاب ومكّنها من الوصول إلى المواطنين وإبلاغ صوتها إليهم وأخرجها من ثمّة من الانكماش وتكلّس الخطاب كما أثبت على حد عبارة البلاغ أنّ ذلك الإطار أثبت أنّ المسار الديمقراطي في تونس يسير بخطى ثابتة وطالب بتحيين الميثاق الوطني وتطويره. ورأى حزب الوحدة الشعبية أنّ في تجديد الثقة في الرئيس زين العابدين بن علي إيمان من الشعب بقدرته على مواصلة مسيرة التنمية الشاملة وقيادة تونس في هذا الظرف الدولي الصعب. تطلعات وتدرج في جانب آخر وبرغم رؤيته النقدية لمجمل العملية الانتخابية والحراك السياسي في البلاد فقد تمسّك التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بعزمه على مواصلة العمل من داخل المنظومة السياسية والقانونية والسعي لمزيد تطويرها بما يجعلها تعكس تطلعات الأحزاب والنخب السياسيّة وهو الموقف الّذي أعلنهُ أمينه العام السيّد مصطفى بن جعفر خلال الحملة الانتخابية الأخيرة حيث أكّد أنّ خيار المرحلية والتدرّج هو الخيار المثالي والواقعي لمراكمة تطورات جديدة إيجابية في الحياة السياسية وأنّ موقف الانسحاب والمقاطعة أثبت فشله في تحقيق تقدّم ما. ومن المنتظر أن تُعلن حركة التجديد اليوم الخميس عن موقفها من نتائج الانتخابات وذلك خلال الندوة الصحفية المزمع عقدها في إطار المبادرة الوطنية للديمقراطية والتقدّم بالاشتراك مع التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والقائمات المستقلة «الإصلاح والتنمية».