أكد الخبير والمسؤول الروسي السابق يفغيني بريماكوف أن حل النزاع العربي الاسرائيلي رهن بالاتفاق بين أمريكا وروسيا ومصر وأن هذه الأطراف الثلاثة لها تأثير على طرفي النزاع وبإمكانها التوصل الى صيغة توافقية تفرضها على المتنازعين. وقال بريماكوف، الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الثمانين، ردّا على سؤال حول امكانية انهاء نزاع الشرق الأوسط في المستقبل القريب ان «الأمر يتعلق بموافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية على تقاسم مسؤولية تسوية هذا النزاع سلميا مع روسيا. وأشار بريماكوف الى أن الأمر يتطلب تدخل القوى الخارجية من أجل إيجاد حل ينهي الصراع العربي الاسرائيلي ولكن لا يجوز أن تستمرّ الولاياتالمتحدة في انفرادها بالتعامل مع هذه القضية. ورأى الديبلوماسي الروسي أن الأمر يتوقف على ما إذا كانت الولاياتالمتحدةوروسيا ومصر التي لها تأثير كبير على الفلسطينيين قادرة على ايجاد صيغة توافقية ثم تفرضها على طرفي النزاع. وقال بريماكوف ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأ بممارسة الضغط على اسرائيل، لكنه توقف حين توجّب عليه أن يقول للإسرائيليين ان الولاياتالمتحدة قد تمتنع عن استخدام حق« الفيتو» ضد قرارات لا ترضي اسرائيل إذا لم يوقفوا نشاطهم الاستيطاني، لكن أوباما لم يقدم على ذلك فكان الأوان قد فات». وأضاف بريماكوف أن أوباما نال ترحيب قسم كبير من يهود الولاياتالمتحدة لدى وصوله الى الحكم بينما يواجه اليوم المزيد من الصعوبات. وردّا على سؤال عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي امتدت الى روسيا أيضا قال بريماكوف ان هذه الأزمة أكدت بطلان الاقتصاد الذي ينتج المواد الأولية في الغالب، ولهذا فإن المسؤولين والخبراء يدعون الى تنويع اقتصاد روسيا من خلال زيادة الاستثمار في القطاعات غير النفطية ووضع الاقتصاد الروسي على سكة اقتصاد المعرفة، لكن الأفعال لا تزال قليلة» حسب تعبيره. وفي حديثه الي صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية تطرق بريماكوف الى دور الدولة في الاقتصاد قائلا انه يرى ضرورة أن تفعل الدولة دورها في ادارة الشؤون الاقتصادية ولا تتوسع في تملّك مؤسسات الاقتصاد. وعما يجري بين روسيا وأوكرانيا أشار بريماكوف الى ضرورة أن تتصرّف روسيا من منطلق وجوب إقامة علاقات حسنة مع أوكرانيا إذ لا يجوز أن نفقد أوكرانيا في أي حال من الأحوال» على حدّ تعبيره. وعمّا اذا كان يرى ضرورة تحسين العلاقات مع جورجيا قال بريماكوف «إذا كان تحسين العلاقات بين الشعوب والناس ممكنا فيجب أن نفعل ذلك».