حذرت روسيا الحلف الاطلسي الثلاثاء من مغبة تبني سياسات من جانب واحد يمكن ان تزعزع استقرار القارة الاوروبية الا انها وافقت على مواصلة المحادثات حول الانقسامات العميقة مع دول الحلف. واجرى الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف حول الخلافات المريرة بشان عدد من القضايا من بينها الخطط الاميركية لنشر درع صاروخية في اوروبا والتاييد الغربي لاستقلال اقليم كوسوفو. وقال لافروف في اجتماع مجلس روسيا-الحلف الاطلسي في موسكو ان على روسيا والحلف الاطلسي ان تضمنا "امن بعضهما وعدم اتخاذ اي خطوات تهدف الى تعزيز امن طرف على حساب الاخر". واضاف "نحن نقدر استعداد الشركاء في الحلف الاطلسي لمناقشة هذه المسائل معنا بشكل مفتوح" مشيرا الى ان هذه المسائل "تتعلق بمجالات رئيسية للامن والاستقرار الاستراتيجي لاوروبا والعالم". وقال دي هوب شيفر عقب اجتماع المجلس ان على روسيا والحلف الاطلسي بذل المزيد من الجهود لبناء علاقات اقوى مضيفا "يجب ان نواصل المناقشات حول المسائل التي لا نتفق عليها". وقال دي هوب شيفر لبوتين في بداية لقائهما في الكرملين اليوم الثلاثاء انه "لا بديل" عن اقامة علاقات قوية بين روسيا والحلف الاطلسي حسب وكالات الانباء الروسية. وقال بوتين للامين العام للحلف الاطلسي "لقد انتقلنا من مرحلة المواجهة الى مرحلة التعاون (...) وهذه عملية معقدة ولا يمكن ان تحدث دون مشاكل". ويوجد خلاف عميق بين موسكو والحلف الاطلسي بشان الخطط الاميركية لنشر الدرع الصاروخية في بولندا وجمهورية تشيكيا. وتقول واشنطن ان هذه الدرع ستوفر الحماية من اي هجمات ايرانية او كورية شمالية محتملة على اوروبا فيما تصر موسكو على انها هدف حقيقي لهذه الدرع. كما يدور خلاف بين الطرفين حول كوسوفو حيث يدعم الحلف مسودة خطة تقضي بمنح الاقليم استقلالا شبه تام فيما تهدد موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) على هذه الخطة في مجلس الامن الدولي. كما تشعر روسيا بالغضب الشديد من توسع الحلف في المنطقة التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي حيث بدأت جورجيا واوكرانيا مؤخرا مساعيهما للانضمام الى الحلف. ومن بين الخلافات التي تلوح في الافق بين الجانبين الخلاف حول معاهدة القوى التقليدية في اوروبا والتي تعد من مخلفات الحرب الباردة وتفرض قيودا على الاسلحة الثقيلة وعديد القوات في دول الحلف الاطلسي ودول ما كان يعرف بحلف وارسو. وهدد بوتين بالخروج من المعاهدة. ويزور دي هوب شيفر موسكو في الذكرى الخامسة لانشاء مجلس روسيا-الحلف الاطلسي والذكرى العاشرة للتوقيع على الوثيقة الاساسية للعلاقات المتبادلة والتعاون والامن بين روسيا الاتحادية ومنظمة حلف شمال الاطلسي التي كانت تهدف الى بناء التعاون بين الطرفين. وقالت صحيفة روسيسكايا غازيتا اليومية ان دي هوب شيفر سيسعى الى جس نبض روسيا حول المسائل الامنية المثيرة للخلاف قبل الزيارة التي سيقوم بها بوتين الى الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع نظيره الاميركي جورج بوش.