سقط أمس عشرات القتلى والجرحى من العسكريين الأمريكيين والعراقيين المتعاونين معهم في هجوم على قاعدة أمريكية بالموصل في شمال العراق الذي شهد هجمات موازية للمقاومة على القوافل والدوريات الأمريكية وعلى خطوط النفط. وفي مقابل التصعيد الكبير من جانب المقاومة بما في ذلك هجوم الموصل الجريء، قصف الطيران الأمريكي احدى مدن الأنبار غربي العراق موقعا عديد الشهداء والجرحى. ووفق حصيلة غير نهائية أوردتها محطة «سي.ان.ان» الأمريكية نقلا عن البنتاغون فإن ما لا يقل عن 22 قتيلا سقطوا في عملية الموصل في حين جرح 51 آخرون. ضربة موجعة وقبل صدور بيان من الجيش الأمريكي يحدد حصيلة الهجوم وملابساته أوضحت محطة «سي.ان.ان» ان عدة انفجارات وقعت داخل قاعة للطعام في القاعدة بينما كان العسكريون يتناولون طعام الغذاء، في حدود منتصف نهار أمس. وأشارت المصادر الأمريكية إلى ان من بين القتلى والجرحى جنود أمريكيون وعناصر من الحرس الوطني العراقي ومتعاقدون مع قوات الاحتلال. وعلى الفور نشرت جماعة «أنصار السنة» العراقية بيانا على الانترنات أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة الأمريكية التي تتمركز فيها قوة «تاسك فورس أولمبيا» المنتشرة في الموصل ومحيطها مؤكدة ان أحد مقاتليها فجر نفسه في مطعم القاعدة. من جهتها ذكرت مصادر عسكرية أمريكية ان القاعدة الواقعة في قصر رئاسي سابق تعرضت للقصف بواسطة الصواريخ وقذائف الهاون. وقبل هذا التطور الجديد كانت المدينة قد شهدت موجة من الهجمات على القوات الأمريكية استخدمت فيها بالأساس السيارات المفخخة وأسفرت عن مصرع وجرح العديد من الجنود الأمريكيين. وفي شمال العراق أيضا أصيب أول أمس ما لا يقل عن 5 جنود أمريكيين حين فجر رجال المقاومة عبوة ناسفة في دورية لقوات الاحتلال في قضاء الحويجة غربي مدينة كركوك. وذكر أمس بيان أمريكي ان عراقيا كان يرافق العسكريين الأمريكيين (ويعمل على الأرجح مترجما لهم) أصيب في الهجوم. وعلى مقربة من مصفاة بيجي التي تبعد حوالي 100 كيلومتر عن كركوك كانت النيران لا تزال أمس مشتعلة في تقاطع لأنابيب النفط الرئيسية والثانوية وصمامات التحويل بعد تعرضها للتفجير مساء أول أمس الاثنين. ويفصل نهر دجلة بين مصفاة بيجي وتقاطع أنابيب النفط وصمامات التحويل. وتضم المنطقة التي اندلعت فيها حرائق كبيرة أنابيب رئيسية تضخ النفط إلى ميناء جيهان التركي وأخرى تصل حقول كركوك بمصفاتي بيجي والدورة شمال بغداد وجنوبها. وإلى الشمال من بغداد أيضا قتل عدد من عناصر الحرس الوطني في هجمات مختلفة بينما اعتقلت قوات الاحتلال حوالي 30 عراقيا في منطقتي بعقوبة وكركوك. وفي بعقوبة اغتيل صباح أمس عالم الذرة العراقي طالب ابراهيم ظاهر العضو في المجلس البلدي لمحافظة ديالي بينما كان متوجها من منزله إلى جامعة ديالي التي يدرس بها. وفي محيط مدينة اللطيفية جنوبي بغداد عثر الليلة قبل الماضية على جثتي عنصرين من الحرس الوطني. قصف عشوائي وواصلت قوات الاحتلال استهدافها العشوائي للمدنيين العزل مخلفة مزيدا من الضحايا في صفوف العراقيين. واستشهد الليلة قبل الماضية ما لا يقل عن 6 مدنيين وجرح حوالي 10 في غارات شنها الطيران الأمريكي على مدينة «هيت» بمحافظة الأنبار التي تضم كذلك الفلوجة والرمادي. وصرح الطبيب حمدي الألوسي مدير المستشفى العام في المدينة ان من بين الجرحى طفلان وامرأة. وزعم الجيش الأمريكي انه قصف مواقع لرجال المقاومة بأسلحة «عالية الدقة» لكن مصادر متطابقة في المدينة أكدت ان القصف استهدف احياء سكنية منها حي الجمعية والحي الصناعي والأطراف الشرقية للمدينة. وأغار الطيران الأمريكي على المدينة بعدما صعدت المقاومة على المدى الأيام الماضية استهدافها لدوريات قوات الاحتلال في المدينة.