قال المحامي العراقي داوود فوزي انه التقى الرئيس الراحل صدّام حسين قبل إعدامه بثلاث ساعات مشيرا الى انه كتب بيديه وثيقة «وصية صدّام».. وأكد فوزي انه سمع من صدّام شخصيا نفس الرواية التي تبنّاها كتاب الدليمي حول صاحب المزرعة التي ألقي فيها القبض على صدّام «قيس النامق» ودوره في الوشاية التي أدّت الى اعتقال الرئيس وقال الدليمي للحق والانصاف كان أول من قابل الرئيس الراحل بين المحامين واستمع منه مباشرة مشددا على أنه كتب على عجالة جميع ما سمعه من صدّام في جميع لقاءاته به.. وأوضح : أنا وخليل كنّا نكتب على عجالة حتى لا تفوت اي عبارة او معلومة وفي بعض الاحيان كنا نخجل من أن نطالب الرئيس صدّام بإعادة أو تكرار ما قاله من باب الاحترام والتقدير.. وأشار فوزي الى انه والمحامي خليل الدليمي ليسا من المستفيدين من حكم «حزب البعث» في العراق فصدّام حسين كرّمه معنويا مرتين قبل سنوات طويلة بسبب مقالين انتقد فيهما الحكومة.. وكشف ان عددا من أقطاب وقياديي حزب البعث داخل وخارج العراق ومنهم بعض المستفيدين من الحزب ومن صدّام رفضوا التعاون مع المحامين في معركة الدفاع عن الرئيس. وقال: اتصلت شخصيا بأشخاص كانوا قياديين في حزب البعث، ورفضوا التعاون خوفا على مصالحهم وعائلاتهم.. كما رفض بعض أقطاب الحزب من المعتقلين واعتذروا عن الإدلاء بشهاداتهم لصالح الرئيس صدّام حسين خلال المحاكمة خوفا على عوائلهم وكأنه لا عوائل لنا نخاف عليها... وقد أوصلت هذه المعلومات شخصيا للرئيس. كما سرد فوزي من جهة أخرى بعض تفاصيل ما حصل في الايام الثلاثة الأخيرة في عمر الرئيس الراحل قائلا «إن الجانب الأمريكي لم يعلمنا انا والمحامي بدر البندر بموعد تنفيذ الإعدام بحق الرئيس.. وقبل يومين من الاعدام ذهبنا ودخل الضابط الأمريكي ليبلغنا بأن الرئيس الراحل يكتب وصيته الأخيرة فقابلت انا صدّام وكتبت بيدي الطلب الأصولي للوصية ووقعته بعلم الامريكيين كوكيل قانوني وكانت الوصية تنصّ على تسليم كل المتعلقات من أوراق شخصية وملابس لابنته رغد.. واستذكر المحامي فوزي كيف كان الأمريكيون يراقبون كل غرض او ورقة أو رسالة لها علاقة بصدّام... وكانوا يرفضون السماح بتبادل الأغراض مع الرئيس الراحل.. ويستذكر ان صدّام اهداه سيقارا كوبيا كتبت سورة الفاتحة على ورقة الماركة التجارية (ليبل) التي تحيط به ويقول ذهبت الى غرفة الاستراحة فلحقني الضابط الأمريكي وطلب مني تدخين السيقار أو تمزيق ورقة الليبل المحيطة به فمزّقتها واحتفظت بالسيقار.