حذّر قائد القوات البريطانية في أفغانستان من إمكانية تعرض قواته الى «مذابح جديدة» هناك فيما كشف استطلاع للرأي ان سبعة وتسعين بالمائة من البريطانيين ينتظرون هزيمة قوات بلادهم في الحرب الأفغانية. وقال القائد جيم دايتون الذي يشغل منصب نائب قائد القوات الدولية في أفغانستان «هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها رجل شرطة أو جندي أفغاني او بالأحرى جنود من دول أخرى بتنفيذ هذا النوع من الهجمات الوحشية». وأكد دايتون في تصريح لصحيفة «دايلي إكسبرس» اللندنية بأن الهجوم الذي قتل فيه خمسة من جنود بلاده «ربما لن يكون الأخير مع أنه حدث نادر جدّا»، على حد تعبيره. وقتل الجنود الخمسة على يد شرطي أفغاني أطلق النار عليهم الثلاثاء الماضي في مجمع عسكري بولاية هلمند جنوبأفغانستان. عاجل؟ وعلى صعيد متصل أشارت ال «دايلي إكسبرس» أمس الى ان استطلاعا اجرته على قواتها أظهر ان 97٪ من المستجوبين يريدون سحب القوات البريطانية بصورة عاجلة وفورية من أفغانستان. وكشف استطلاع ثان ان نسبة 57٪ من البريطانيين يؤمنون أنه بات من المستحيل الانتصار على حركة «طالبان» مقابل 48٪ كانوا يرون ذلك قبل اسبوعين اي قبل مقتل الجنود البريطانيين الخمسة على يد الشرطي الأفغاني. وفي السياق ذاته حذّر بايدي آشداون الزعيم الأسبق لحزب الديمقراطيين الأحرار البريطاني حكومة بلاده من أنها تخاطر بخسارة الحرب في أفغانستان بسبب فشلها في حشد الدعم الشعبي. وقال آشداون ان الحكومة البريطانية فشلت وعلى نحو مطبق في تقديم قضية مقنعة لحرب أفغانستان او اقناع الجمهور بأن لديها استراتيجية تستحق التضحيات التي تقدمها القوات هناك. تحذير لقرضاي وعلى صعيد متصل حذّر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الرئيس الأفغاني حامد قرضاي من التمادي في الفساد. وأكد براون في كلمة أمام الكلية الملكية للدراسات الدفاعية في لندن، امس قائلا «لن أضع القوات البريطانية في طريق الأذى من أجل حكومة لا تصمد امام مكافحة الفساد»، داعيا الرئيس قرضاي الى اتخاذ اجراءات حاسمة في هذا الخصوص. واقترح تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد وللتحقيق في الانتهاكات مشددا على ان «أمراء الحرب والأزلام لن يكون لهم اي مكان في مستقبل أفغانستان». ومن جهة أخرى اكد رئيس الوزراء البريطاني ان «التهديد (الارهابي) الرئيسي الذي تواجهه المملكة المتحدة لايزال ينطلق من أفغانستان وباكستان، لذلك لا يمكن... ويجب ان لا نترك هذا البلد ونتخلى عن العمل الذي نقوم به لتدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية. واعتبر براون ان المهمة البريطانية في أفغانستان هي «الخط الدفاعي الأول ضد الهجمات (الارهابية) التي تستهدف المملكة المتحدة» على حد قوله. وفيما اعترف بأن استراتيجية بلاده في الحرب «غير محصنة من الأخطار» ادعى براون ان تنظيم «القاعدة» يواصل التخطيط لشن هجمات ارهابية ضد بريطانيا انطلاقا من أفغانستان.