في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الهاتف الجوّال في تونس، أصبح احتساب المكالمات الهاتفية على شبكة «تونيزيانا» يتم على أساس الثانية الواحدة، عكس ما كان معمولا به على امتداد السنوات السابقة، حيث كان مشتركو الهاتف الجوّال في شبكتي تونيزيانا واتصالات تونس مجبرين على دفع معلوم المكالمة على أساس وحدة الدقيقة الكاملة ثم وقع المرور في ما بعد الى وحدة 15 ثانية وبعدها الى وحدة 12 ثانية قبل ان تقرّر تونيزيانا الشروع منذ يوم امس في تطبيق قاعدة زمنية جديدة لاحتساب معلوم المكالمة وهي الثانية الواحدة وذلك بالنسبة الى كل خطوطها المفوترة وبالنسبة الى كل المكالمات الهاتفية المجراة (من تونيزيانا الى تونيزيانا من تونيزيانا الى تيليكوم من تونيزيانا الى كافة الخطوط الأجنبية) لكن هذه الطريقة لن يكون معمولا بها عند استعمال «الرومينغ». والمعلوم ان طريقة احتساب معلوم المكالمة طالما أثارت تذمّرات مشتركي الهواتف خاصة عند بداية ظهور الهاتف الجوّال في تونس، حيث كان الاحتساب يتم على أساس الدقيقة اي ان من يجري مكالمة مدّتها مثلا 20 ثانية فقط يدفع مقابل ذلك معلوم دقيقة، وهو ما يجعل المشترك ينفق كثيرا على مكالمات لم يجرها فعلا. وبعد ذلك تم التخفيف من «حدّة» هذا التذمّر لدى اتصالات تونس وتونيزيانا من خلال المرور الى قاعدة الاحتساب بوحدة 15 ثانية، لكن ذلك لم يحل المشكل وواصل المشتركون تذمرهم من دفع معاليم ثوان عديدة دون استعمالها فعلا في اجراء المكالمة. وحتى النزول الى قاعدة 12 ثانية لدى مشغّلي الهاتف الجوال لم يضع حدّا للتذمرات للسبب نفسه. وهذا ما دفع بتونيزيانا الى اتخاذ هذه الخطوة الاولى في تونس والتي يتم عبرها احتساب معلوم كل ثانية على حدة وبذلك لن يدفع المشترك اي مليم دون الانتفاع به بصفة فعلية في مكالمته مثلما كان يحصل سابقا.. مكلفة ذكر مصدر من تونيزيانا ان اعتماد هذه التقنية مكلف لمشغلي الهاتف الجوّال وهو ما يفسّر عدم اعتمادها بكثرة لدى المشغلين في العالم حيث تتطلب تركيز تقنية خاصة.. وعن سبب اعتماد هذه الطريقة في الخطوط مسبقة الدفع، قال المصدر المذكور ان الأمر هنا يصبح مكلفا جدا بالنسبة الى المشغل ويتطلب اضافة الى التقنيات تركيز أجهزة خاصة باهظة الثمن.. وحتى المشغلين الذين يستعملونها في بعض دول العالم فإنهم اضطروا الى ترفيع سعر الثانية لتغطية التكاليف وهو ما لم تختره تونيزيانا حفاظا على المقدرة الشرائية لمشتركيها.. وأضاف انه بصفة عامة تعتبر الخطوط المفوترة أقل كلفة من الخطوط مسبقة الدفع بالنسبة الى المشغلين والى الحرفاء فإضافة الى الامتياز الذي ستوفّره طريقة الاحتساب بالثانية فإن الخط المفوتر لايكلف صاحبه كثيرا في ما يتعلق بمعلوم الأداء.. حيث ان المشترك يدفع شهريا 300 مي عن الفاتورة حتى وإن كان المبلغ المضمن بها 1000د مثلا لكن بالنسبة الى المسبقة الدفع فإنه يضطر الى دفع 300 مي عن كل بطاقة شحن ب 5د.. فهل تؤدي جملة هذه الامتيازات خاصة الاحتساب بالثانية الى هروب المشتركين الى النظام المفوتر؟ ويبقى مشتركو اتصالات تونس في انتظار إجراء مماثل يتم بمقتضاه المرور من الاحتساب بوحدة 12 ثانية الى وحدة الثانية..