هو من أسرة التعليم هاتفني مرارا وتكرارا وبعث لي بأكثر من رسالة تذكير. من جندوبة، مفادها أن هذا المربي يحمل بين جنبيه غيرة فياضة على مدرسة ابتدائية تعرف بمدرسة الأنس بمنطقة البراهمي ببوسالم من ولاية جندوبة. وذكر صاحبنا أن سبع منافع حُرمت منها منطقة المدرسة بسبب عدم استكمال تعبيد المسلك الذي يربطها بمدينة بوسالم عبر العشايشية. هذا الموضوع أثرته لأنه أحيا فيّ استفزازا كدت أزعم أنني ودعته بدون رجعة وهو التقسيط بجميع أنواعه بما في ذلك الدفع بالتقسيط المريح والذي ينتهي عادة في محطة عدول التنفيذ. وإنجاز المشاريع الصغرى عند بعض المسؤولين بالتقسيط. وهم أدرى الناس بأن تونس الجسور والمحولات الكبرى والطرقات السيارة تخطّت مرحلة تعبيد مسلك ريفي قصير المسافة عن طريق التقسيط قسط أول وثان وثالث. وقد ينجز القسط الأول ويتوقف الباقي في دائرة النسيان لمدة سنوات. ماذا عساني أقول في هذا الشأن لأهل الأمر في جندوبة وفي غيرها سوى أن أردّد قولة الأجداد «إللّي صْرفْ يكمّل» حتى لا يبقى عندنا مسلك نصفه معبّد والباقي عاريا ويستوي عندنا «بوزيد مكسي بوزيد عريان». وماذا عساني أقول لمن لا يرون الربح في أي إنجاز وإنما يفتعلون رؤية الخسارة سوى أن أردّد حكمة الأجداد في قولهم «إذا ضرب الطبّال هانت الخسارة» حتى وإن كان هذا الطبال «طبال ومعرّس لولدو» مادامت في المسألة فرحة المجموعة، ومادامت المجموعة ترفض الفرح بالتقسيط في تونس النخوة والاعتزاز والفرح الدائم ولا وجود فيها لأي «بوزيد» يستوي عنده الإكساء والعراء.