قال السيد عبد الكريم السليطي والد الطفل أيمن المصاب بمرض غريب، لم يتمكن الاطباء في تونس من تحديده، أن ابنه في حال الخطر ولا يمكنه ان ينتظر اكثر، وطالب صندوق التأمين على المرض بالموافقة على معالجة ابنه في فرنسا. وقد تلقى السيد عبد الكريم السليطي رسالة من الكنام يأسف كاتبها عن عدم الاستجابة لطلبه بتحمّل مصاريف نقل ابنه أيمن الى فرنسا للعلاج، رغم طلب أطباء الاختصاص. الطفل أيمن السليطي المولود في شهر أوت من سنة 2003، أصيب في سنته الثانية بمرض نقل على اثره الى مستشفى الاطفال، فتم الاحتفاظ به لمدّة، الا أن الاطباء لم يعرفوا سبيلا لطبيعة هذا المرض الى أن توصّل بعضهم الى وجود فيروس غريب أصاب الطفل. ومنذ أن كان عمره عامين أصبح الطفل أيمن ضحية صرع حاد وقاس جدا، ظل يلازمه على مدى أربعة أعوام. نقل الأب ابنه الى جل مستشفيات العاصمة، لكن دون فائدة، وقد طالب الأطباء المباشرون بضرورة نقله للعلاج في الخارج، وقالت التقارير الطبية ان كل ما يمكن القيام به في تونس طبيا وقع، ولم يبق الا نقله الى خارج البلاد لتحديد طبيعة المرض وبالتالي امكانية معالجة الطفل. وقد وجّه الأب رسالة الى مستشفى نيكار للأطفال بباريس فوافق الاطباء على استقبال الطفل أيمن وحدّدوا التعريفة لاقامة أربعة أيام بمقابل يناهز السبعة آلاف من الدنانير التونسية، وحدّدوا تاريخ الثلاثين من أكتوبر آخر أجل لقبول الطفل. وحسب ما قاله الأب فإن نموّ ابنه كان عاديا قبل ان يتعرّض الى وعكة صحيّة طارئة ألزمته المستشفى لمدّة 5 أيام فقد إثرها القدرة على الكلام والمشي، وتم اجراء كل الفحوص والتحاليل لكن دون فائدة رغم عمليات التمسيد وتقويم النطق. وتم ايداع ابنه بمعهد الاعصاب لفترة ومع ذلك واصلت حالته في التعكّر. تواصلت الفحوصات أكثر من عامين الى أن «عجز الاطباء في المستشفيات المختصّة وفي بعض المصحات عن تحديد ماهية الاصابة». ويقول الأب السيد عبد الكريم السليطي: «أمام هذا الأمر وأمام حالة ابني التي تدهورت جراء مرضه وجرّاء الأدوية «المخدّرة» التي يتناولها، أصبحت حالة الصرع التي تنتابه متواترة بصفة أكبر». ويضيف بأنه عرض أمر ابنه على مستشفى الاعصاب بفرنسا «فأجمع رؤساء الأقسام الذين باشروه طيلة ثلاثة أعوام علىضرورة ارساله الى الخارج للقيام بالفحوصات اللازمة وللعلاج». بعد القيام بكافة الاجراءات القانونية والادارية اللازمة وجّه السيد عبد الكريم السليطي ملفا الى الصندوق الوطني للتأمين على المرض للمساهمة في مصاريف العلاج بفرنسا الا أن الردّ كان سلبيا، رغم ضرورة السفر. الأب يقول إن العائلة أصبحت تتعذّب لحالة الابن المرهقة والمؤلمة، اذ من العسير ومن القسوة ان يرى الأب ابنه يصارع الموت مرّات في اليوم الواحد دون ان يقدر على علاجه او مساعدته. السيد عبد الكريم قالها بكل ألم، كان من المفترض ان يكون أيمن مع أصدقائه في مقاعد الدراسة، ولكنه اليوم مرميّ في ركن بالمنزل تراقبه العائلة على مدار الساعة خوفا من أن تأتيه حالة الصرع في غفلة منهم، الآن لم يبق أمام العائلة الا أن تناشد الجهات والسلط والادارات المعنية للتدخل من أجل انقاذ حياة الطفل أيمن وإعادة الأمل اليه والى عائلته. والأمل كبير في أن تتفاعل ادارة الكنام مع هذا المطلب حتى من الناحية الانسانية، إذ يستحق كل تونسي وخاصة الاطفال الحياة.