يتعرّض لقاح انفلونزا الخنازير هذه الايام الى تشكيكات مضاعفة حول تأثيراته الجانبية على الصحة... وذلك بعد وفاة بعض الأشخاص في دول أخرى ممن قيل انهم استخدموا التلقيح. هؤلاء هم ايطالي يبلغ من العمر 39 عاما ومصاب بمرض السكري توفي بعد حوالي 10 ساعات من تلقيحه وأربعة أشخاص من المملكة السويدية توفوا الجمعة الماضي بعد تلقيهم التلقيح وهم مسنّة تبلغ من العمر 90 عاما ورجل يبلغ من العمر 50 عاما ويعاني من أمراض القلب وامرأة تعاني بدورها من أمراض القلب لها 74 عاما من العمر وثالثة تعاني من مرض خطير في العضلات... حسب ما يتم تداوله هذه الأيام عبر المواقع الالكترونية. السيد محمد الاكحل مدير عام المركز الوطني للحذر من نتائج استعمال الأدوية خفّف من حدّة تلك التشكيكات بالقول في تصريح خص به «الشروق» إن المصداقية غير ثابتة في ما يتم تداوله عبر ال«نات». موضحا ان الجهات الصحية الرسمية في تونس تتعامل مع مواقع «تتميز بمصداقيتها منها الوكالة الفرنسية لحماية المنتجات الصحية ووكالة الأطباء الأوروبيين»... «أما ما يتم تداوله من اخبار فهي مجرد أخبار في مواقع اخبارية» على حد قوله. وذكر المسؤول ان التلقيح انطلق في تونس منذ أول أمس الثلاثاء في مراكز العاصمة وذلك بتلقيح الخطوط الأمامية من اطار طبي وشبه طبي يعملون في أقسام الامراض الصدرية والامراض الجرثومية وغيرها. استمارة تفاديا لمضاعفات الاعراض الجانبية في حال ظهورها لدى متلقي اللقاح، قال الدكتور محمد الاكحل ل«الشروق» انه تم تخصيص استمارة تضم معلومات شخصية وطبية لكل شخص تم تطعيمه ضد فيروس A/H1N1 وذلك لتسهيل متابعته صحيا ما بعد التلقيح. وبيّن أنه يتم نصح كل راغب في التلقيح بالاتصال بالجهات الصحية المطلوبة في حال ظهرت لديه أعراض جانبية. تلك الأعراض تتمثل في ارتفاع درجات حرارة الجسم وظهور أوجاع في الرأس وفي المفاصل والعضلات بالاضافة الى الوهن... شبيهة هي بأعراض الانفلونزا الخفيفة او ما يعرف ب«الڤريب» العادي. وعن سؤالنا عن الخطوة التالية في حال ظهرت الاعراض الجانبية لدى من تم تلقيحهم أ كد المتحدث انه «يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة». وأوضح ان تلك الاجراءات خاضعة بدورها لمتابعة أطراف أخرى دولية متمثلة في الوكالات التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وتتجه تلك الاجراءات في الغالب نحو استثناء بعض الاشخاص او بعض الاعمار او بعض الحالات المرضية تفاديا للمضاعفات... دون ايقاف دفعات اللقاح. العوارض واردة منذ انطلاق تصنيعه رافقته التشكيكات والتصريحات المتضادة وما ضاعف من حدة تلك التشكيات هو توقيع الدول لصفقات شرائية لا تحتوي اية ضمانات في حال حدوث الضرر بسبب اللقاح...كيف تابعتم تلك التطورات؟ وكيف تعاملتم مع اللقاح لدى حصول تونس على أول دفعة منه (100 ألف جرعة) نهاية شهر أكتوبر؟ هل اكتفيتم بتطمينات المخابر المصنّعة ام هل تم اجراء اختبارات للقاح؟ عن هذا السؤال رد مدير عام مركز الحذر من نتائج استعمال الادوية بالقول إن الاعراض الجانبية حوادث عابرة ترافق كل استخدامات ا لانسان سواء للأدوية أو الأمصال او حتى التغذية اذ هي نتيجة من نتائج تلك الاستخدامات او الاستهلاك الطبي رغم سلبيتها. لكن حسب قوله ما يجب تأكيده ان تلك التأثيرات محدودة اي لا تظهر الا في بعض الاستثناءات اذ هي ليست شائعة. ويضيف متحدثا ل«الشروق» ان الخوف من انتشار الفيروس وتفشيه في موسم الاصابة (موسم البرد) تسبب في ضغط على المخابر لتصنيع اللقاح في مدة زمنية قصيرة رغم ان تصنيع اللقاحات قد يحتاج الى سنوات أحيانا وهو ما جعل المخابر تعده بصفة سريعة مع بعض «التخوفات» من عوارضه الجانبية. ويشير الى أنه تم ا جراء تجارب سريرية للقاح في كل من ألمانيا والصين والولايات المتحدة.... لكن ذلك لا يمنع من عدم وجود عوارض جانبية قد يستحيل ظهورها اثناء التجارب نظرا الى النقص العددي لعينة البحث... كما لا يمكن ظهورها حينها. نجومية انفلونزا الخنازير «سنتابع تأثيرات التلقيح على الاقل طيلة الثمانية أيام الموالية لاستخدامه تأمينا لسلامة وصحة كل من أجرى التطعيم» هذا ما أكده الدكتور الاكحل ل«الشروق» مشيرا الىان حالات الوفاة المذكورة او كل ما تم تداوله حول التأثيرات والتعكرات لا يمكن اسناده بالضرورة الى نتائج استخدام اللقاح... اذ العلاقة ليست بالضرورة سببية. يقول قد تظهر عوارض لدى شخص قام بالتلقيح لكن هناك ثلاثة أسباب لتلك العوارض فهي إما بسبب خطإ في كيفية حفظ اللقاح او كيفية استعماله او هي حدثت بالصدفة او لأن التلقيح له عوارض جانبية تسببت في ذلك. وعن سؤالنا حول سبب استمرار «نجومية» انفلونزا الخنازير ولقاحه رغم ظهوره منذ اكثر من 6 أشهر وتواتر التصريحات الكثيرة حوله بيّن ان منظمة الصحة العالمية وكل الجهات الصحية في مختلف الدول أفردت فيروس A/H1N1 او ما يعرف بتسمية انفلونزا الخنازير اهتماما بالغا نظرا الى أنه سريع الانتشار ذلك انه وصل الى كل العالم في 6 أسابيع فقط من ظهوره في المكسيك نهاية شهر أفريل... كما انه يمسّ فئة الشباب أكثر. ولتفادي انتشاره كان الطلب سريعا لإعداد اللقاح بصفة مستعجلة مما اثار موجة التشكيكات حوله وحول لقاحه.. «لكن اعتقد انه ليس هناك داع للتخوّف لأن لقاح فيروس A/H1N1 مماثل بنسبة تقارب 99٪ للقاح «الڤريب» العادي والمتغيّر الوحيد هو المكونات» على حد قوله.