السؤال الأول: هل يجوز قراءة القرآن جماعة في حلقة وبعد صلاة العشاء؟ الجواب: قراءة القرآن وتدبره والاتعاظ به من الأعمال الجليلة التي حثّ الإسلام عليها لما فيها من أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى أما بخصوص سؤالك فنقول إذا كان المقصود من القراءة في جماعة تعلّم القرآن ومدارسته وفهمه وحفظه وتعلّم قواعد قراءته وتلاوته فهذا لا بأس به، فقد وردت في السنة النبوية الصحيحة فضائل كثيرة للاجتماع على قراءة كتاب الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلّم «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده» مسلم. السؤال الثاني: ما هو تفسير قوله سبحانه وتعالى {يومَ التقى الجمعان}. الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن هذه الآية الكريمة التي ذكرتها في سؤالك قد وردت في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم وهي: {إنّ الذين تولّوا منكم يوم التقى الجمعان إنّما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إنّ الله غفور حليم} (آل عمران 155) وقوله أيضا: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين} (آل عمران 166) وقوله: {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كلّ شيء قدير} (الأنفال 41). وتفسير قوله {التقى الجمعان...} كما ورد في جل التفاسير أي التقى المسلمون والكفار في موقعة أحد التي انهزم فيها المسلمون بعد أن خالفوا أوامر النبي ے بالنسبة للآيتين الواردتين في سورة آل عمران وأما الآية التي وردت في الأنفال فهي تخص غزوة بدر. السؤال الثالث: ما هو حكم الإسلام في نتف الحاجبين بالنسبة للمرأة؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة المحترمة أن ما أشرت إليه في سؤالك من نتف الحاجبين يسمى بتزجيج الحاجبين أي إزالة بعض الشعر منهما أما حكمه فقد اختلف العلماء فيه، فمنهم من حرّمه آخذا بعموم الحديث الشريف «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) البخاري. ومنهم من أباحه بشروط منها ألا يقصد به الغش والتدليس على من أراد أن يتزوج فتبدو له المرأة جميلة ثم يظهر بعد ذلك أنها ليست كما رآها، ومنها ألا يقصد به الفتنة والإغراء كما هو شأن الفاجرات، ما يمكن إفادتك به في هذا الموضوع: إذا كان تزجيج الحاجبين ونتف شعر الخدين من أجل التزين لزوجك فهذا لا بأس به لأنه مطلوب من الزوجين أن يتزين الواحد للآخر ويروى أن امرأة أبي إسحاق دخلت على عائشة وكانت شابة يعجبها الجمال فقالت لها: المرأة تحف جبينها لزوجها فقالت: أميطي عنك الأذى ما استطعت. السؤال الرابع: مات ابن عمي وقد مات قبله أبوه وأمه وأخوه الوحيد وترك عقارات وأراضي وأموالا ونحن أبناء عمّه (ثلاث نساء ورجل) أخونا ورث كل التركة ولم يعطنا شيئا هل لنا الحق في أن نرث مع أخينا أم لا؟ وكم يكون نصيب كل واحد منّا؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة الكريمة أنه من الناحية الشرعية ليس لك ولأختيك نصيب في هذه التركة وأن أخاكن هو الوارث الوحيد لتركة ابن عمكن ويمكن لأخيكنّ إن أراد أن يمنحكن شيئا من هذه التركة وذلك على وجه الإحسان والفضل وحق الأخوة والرحم. السؤال الخامس: امرأة متزوجة ولها أبوان كبيران وفي حاجة لمن يقوم بشؤونهما وليس لهما غير ابنتهما، وقد منعها زوجها من الاعتناء بهما هل تعصي زوجها وتعتني بأبويها أم تتركهما وتطيع زوجها ما رأي الشرع؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة المحترمة أن طاعة الزوجة لوالديها وخدمتهما واجبة خاصة إذا كانا كبيرين عاجزين، كما أن طاعة الزوجة لزوجها واجبة أيضا، وحقوق الأبوين باقية وثابتة قبل الزواج وبعده سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، ومما ينبغي أن ترعاه المرأة المتزوجة مع أبويها الحرص على زيارتهما والعناية بهما إذا كانا عاجزين وما أنصح به هذا الزوج أن يسمح لزوجته برعاية والديها وأن لا يمنعها من ذلك خاصة أنهما ليس لهما من الأبناء غير هذه البنت البارة وفي ذلك ثواب كبير عند الله تعالى كما أقول له هل كنت ترضى بأن تمنعك زوجتك من رعاية والديك؟ ومن ناحية أخرى أنصح الزوجة بأن لا تكون رعايتها لوالديها على حساب حقوق زوجها وإنما تسعى للتوفيق بين واجبات الزوج والأسرة وواجبات أبويها والله الموفق في ذلك.