تنويه:الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. ٭ السؤال الأول: كثيرا ما أسمع أنه يكره قراءة سورة المسد في الصلاة بعد قراءة الفاتحة. هل هذا صحيح؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن القول بحرمة أو كراهة قراءة سورة المسد في الصلاة بعد الفاتحة غير صحيح بل إنه يسنّ للمصلي أن يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم بما في ذلك سورة المسد أو غيرها لعموم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة بدون استثناء . ٭ السؤال الثاني: ما حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح؟ هل على من تركه سجود سهو؟ الجواب: القنوت في عرف العلماء هو اسم للدعاء في الصلاة في محلّ مخصوص من القيام وعند المالكية يقنت في صلاة الصبح بعد القيام من الركعة الثانية وقبل أن يهوي ساجدا ولا يجهر بالدعاء إماما كان أو مأموما ومن نسيه فلا شيء عليه , ونصّ الدعاء (اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخنع لك ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك الجد بالكافرين ملحق). ٭ السؤال الثالث: هل أن لعب الورق (الكارطة) لمدة محددة في الأسبوع قصد الترويح عن النفس وبدون تضييع للوقت وبدون رهان ولا حقد ولا كراهية حرام ؟ الجواب: إذا كان الأمر كما ذكرت في سؤالك فإنه لا حرج في اللعب بالورق إذا اجتنبت المحاذير الشرعية كالرهان على مقدار مالي أو مشروبات أو غيرها لأن ذلك يعدّ من الميسر الذي ورد تحريمه في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(المائدة/90) أو زرع الأحقاد في النفوس عند اشتداد المنافسة أو إلهاء عن صلاة أو عمل أو إهمال لعيال , والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل على تحريمه. ٭ السؤال الرابع: هل يجوز لمطلق أن يعيش مع زوجته المطلقة في مسكن واحد رغم أن الزوجة قد بلغت سنّ اليأس؟ الجواب اعلمي أيتها السائلة المحترمة أن هذه الحالة التي ذكرتها تسمى بالمساكنة وهي حرام باعتبار أن المطلقيْن أصبحا أجنبيين عن بعضهما وكلّ خلوة بينهما هي خلوة محرّمة وهي مظنة للفتنة والشهوة. ولذا لا يجوز لهما أن يسكنا مع بعضهما تحت سقف واحد حتى ولو بلغت المطلقة سنّ اليأس. ٭ السؤال الخامس: تملك أمي مبلغا ماليا محترما كانت قد ادخرته منذ مدة بعد قسمة الميراث ولم تسلّمه لأبي لأنه مسرف ومبذّر مع العلم أن أمي تساهم في نفقات العائلة من حين إلى آخر. هل أن امتناع الوالدة عن تسليم المال إلى والدي جائز أم حرام؟ الجواب: إن من عظمة الإسلام أن كرّم المرأة وحماها من الظلم والقهر والامتهان ومنحها حقوقا وواجبات مثلها مثل الرجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(النحل/97). ومن هذه الحقوق لها أن تملك كما يملك الرجل وأن تتصرف في مالها التصرف المباح كما تشاء فتدخر أو تنفق، تتصدق أو تمسك، تبيع أو تشتري. وقد أثبت الله عز وجل لها ملك المال في آيات كثيرة مثل قوله تعالى عن الصداق: (وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ) (البقرة/229), ولهذا لا يجوز لأبيك أن يتصرف في مال زوجته إلاّ بإذنها وعن طيب خاطرها.