اتخذت سلطات الأمن الأمريكية أمس الأول إجراءات لمصادرة عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في منطقة واشنطنونيويورك وهيوستن وكاليفورنيا فيما ينذر مثل هذا العمل بإثارة مزيد من المخاوف لدى الجالية الإسلامية في الولاياتالمتحدة بأنها لا تزال مستهدفة في دينها. كما تشمل إجراءات المصادرة ناطحة سحاب في مانهاتن بنيويورك وكل هذه العقارات تملكها مؤسسة «علوي» وهي مؤسسة خيرية غير ربحية تزعم السلطات الأمريكية أنها تعمل واجهة للحكومة الإيرانية التي تخضع لعقوبات اقتصادية أمريكية. وتقدمت وزارة العدل الأمريكية بدعوى إلى محكمة مدنية تطالب بمصادرة حصة مؤسسة «علوي» في برج إداري مكون من 36 طابقا في مانهاتن، والذي تملكه بالمشاركة مع شركة «أسا» التي تخضع لذات الإجراءات الحكومية التي تتهم المؤسستين بتحويل أموال إلى طهران من خلال بنك «ملي» الذي تديره الحكومة الإيرانية وتتهمه السلطات الأمريكية بالمساعدة في تمويل أنشطة إيران النووية والصاروخية وتحظر على الأفراد والمؤسسات الأمريكية التعامل معه حيث يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2007. اتهامات ومصادرة وتطالب الدعوى أيضا بمصادرة كافة الأصول والممتلكات التي تعود إلى هذه المؤسسات في نيويورك وميريلاند وفيرجينيا وتكساس وكاليفورنيا من بينها مساجد ومراكز ومدارس إسلامية. ولم يحدد بعد الأموال التي تسعى السلطات الأمريكية إلى مصادرتها ولكن محققين أمريكيين قالوا إن ناطحة السحاب ذات الطوابق ال 36 في مانهاتن تقدر قيمتها بما بين 570 و650 مليون دولار وتشكل مصدر دخل اساسيا للمؤسسة خلال السنوات ال 36 الماضية. وتشير وثائق الضريبة لعام 2007 أن عائداتها من إيجارات البناية بلغ 4.5 ملايين دولار. وتتهم السلطات الأمريكية في ملف الدعوى الذي يقع في 97 صفحة مؤسسة «علوي» بعلاقتها مع سفراء إيران لدى الأممالمتحدة وأن مسؤولين من المؤسسة يجتمعون مع السفير الإيراني لدى الأممالمتحدة بشكل منتظم في غرف مغلقة في مركز الشركة في حي كوينز بنيويورك. ولا تتضمن الدعوى أي اتهامات ضد المساجد أو المستأجرين الآخرين للعقارات التي تملكها المؤسسة، بل إن مكتب المدعي العام الأمريكي في نيويورك بريت بهارارا قال في بيان مكتوب في وقت متأخر من مساء الخميس إن المستأجرين لهم كامل الحرية في استخدام العقارات. وقال محامي مؤسسة «علوي»، دانيال روزمنا إن «مؤسسة علوي تشعر بخيبة أمل تجاه قرار الحكومة القيام بإجراء المصادرة. لقد أبدت المؤسسة تعاونا مع الحكومة منذ بداية التحقيقات، وتعتزم المؤسسة مقاضاة إدعاءات الحكومة وتتوقع الفوز عندما تنتهي عملية المقاضاة.» وقد تزامنت إجراءات السلطات الأمريكية ضد مؤسسة علوي مع إخطار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للكونغرس الأمريكي عن تجديد العمل بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. وقال في رسالته للكونغرس «إن علاقتنا مع إيران لم تعد بعد لتكون طبيعية». مخاوف ويسود اعتقاد في أوساط الجمعيات والمنظمات الإسلامية الأمريكية التي تدافع عن الحريات المدنية والدينية للجالية المسلمة في الولاياتالمتحدة أن إجراءات مصادرة مساجد إسلامية من المؤكد أن تؤجج العلاقات بين الحكومة الأمريكية والجالية المسلمة التي يسود الخوف لدى الكثير من أفرادها في أعقاب حادثة القتل في قاعدة «فورت هود» بولاية تكساس التي يتهم فيها الرائد في الجيش الأمريكي نضال حسن. وقال مدير الإعلام في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إبراهيم هوبر «مهما كانت تفاصيل القضية التي رفعتها الحكومة (الأمريكية) ضد مالكي المساجد، فإننا كمنظمة تدافع عن الحريات المدنية نشعر بقلق من أن مصادرة بيوت عبادة أمريكية قد يكون له تأثير سلبي على الحرية الدينية للمواطنين من كافة الأديان وقد يبعث برسالة سلبية إلى المسلمين في أنحاء العالم». أما رئيس «شبكة العمل الاستشارية المسلمة» آدم كارول فقال «نظرا إلى قلة المعلومات فإن هذا الإجراء قد يتسبب في موجة من الخوف في أوساط الجالية المسلمة.» واضاف «سيكون الوضع سيئا إذا ما بدأ انتشار أخبار في أوساط جاليتنا بأن الحكومة سوف تخرسنا كلنا. إن البعض بالفعل يعتقد أن هذه حرب ضد الدين، وهذا انطباع غير مساعد للغاية».