على غرار مبادرات المساجد المفتوحة في ألمانيا.. فتح قادة الأقلية المسلمة في أمريكا أبواب مئات المساجد والمراكز الإسلامية في مدن مختلفة للزائرين من غير المسلمين لحضور الصلوات والمناقشات بل وعمل جولات استكشافية، في محاولة لمواجهة تصاعد حالة العداء للإسلام أو الإسلاموفوبيا، التي سادت الشارع الأمريكي ضد المسلمين، بعد الإعلان عن بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر. ويقول زهير الدين، الرئيس التنفيذي لمجلس القيادة الإسلامي في نيويورك وأحد المنظمين للمبادرة التي تحمل عنوان "أسبوع الحوار" لمواجهة حالة الإسلاموفوبيا والتعصب الأعمى ضد الإسلام، يجب التركيز على علاقاتنا مع الجوار، موضحًا أنه "إذا كان جيراننا سعداء فلن يستطيع أحد استغلالهم من أجل دعاية تستهدفنا". وأضاف زهير "الحدث حتى الآن يسير بصورة جيدة وسلمية، وأن الزوار تفاعلوا مع الحدث، وطرحوا العديد من الأسئلة حول الصلاة والعادات الإسلامية ونقاط التشابه والاختلاف بين الإسلام وبقية الأديان". ويشير زهير إلى أن الكثير من الزائرين اندهشوا عندما عرفوا أن المسلم لا يكون مسلما حقا إلا بعد أن يؤمن بعيسي وموسي ويعقوب كأنبياء. وفتحت مئات المساجد في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة أبوابها أمام الزوار من غير المسلمين للحصول على صورة أفضل عن الإسلام ، ففي مدينة نيويورك على سبيل المثال، شارك نحو 20 مسجدا في هذه المبادرة – التي بدأت الأحد الماضي وتنتهي اليوم – كما شاركت أيضا مساجد أخرى في شيكاغو وكاليفورنيا وتكساس وعدد من الولايات والمدن الأمريكية الأخرى. وكجزء من المبادرة، يتم تعريف الزوار بالمسجد وطقوس الصلاة، والأعياد الإسلامية وأوجه التشابه والاختلاف بين الإسلام والأديان الأخرى. وأشاد منظمو المبادرة بالتفاعل الذي حدث بين المسلمين والزوار من غير المسلمين في المساجد، حيث حضر المئات منهم محاضرات عن الإسلام، وقاموا بعمل جولات في المساجد والمراكز الإسلامية، وأيضا جلسات أسئلة وأجوبة عن الإسلام. وفي هذا الشان يقول زهير الدين " حتى الآن الاستجابة للمبادرة جيدة جدا "، واصفا حالة التفاعل بين المسلمين والزوار غير المسلمين بأنها "ودية ومرضية للغاية ". زيارة مسجد وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن 75 % من سكان مدينة نيويورك لم يسبق لهم أن زار مسجدا أبدا طوال حياتهم. كما أوضح أيضا أن سكان نيويورك الذين لهم علاقة وثيقة بالمسلمين هم الأكثر تأييدا لبناء مركز إسلامي في نيويورك. جاء ذلك في الوقت الذي تشهد الولاياتالمتحدة وخاصة نيويورك تصاعد لحالة الإسلاموفوبيا، حيث أظهر استطلاع أخر أن هناك غضب متزايد ضد المسلمين بين سكان نيويورك ضد المسلمين حيث أن حوالي خمس السكان أظهر العداء للمسلمين، فيما أعلن ما يقرب من 60% أن لديهم شعورًا سلبيًّا تجاه المسلمين نتيجة المركز الإسلامي الذي تم الإعلان عن مخطط إنشائه في موقع جرواند زيرو الذي شهد هجمات 11 سبتمبر.
المساجد المفتوحة بألمانيا وقامت الأقلية المسلمة في ألمانيا (أكثر من ثلاث ملايين مسلم) بمبادرة شبيهة الشهر الجاري في إطار مسعى للانفتاح والتعارف مع أصحاب الديانات الأخرى، وهي المساجد المفتوحة حيث فتحت مساجدها أمام الزوار من الديانات الأخرى للتعرف على المسلمين عبر مناقشات وجولات داخل تلك المساجد، وذلك ردا على اتهامات بتقاعس المسلمين نحو الاندماج. وقد شارك نحو 427 مسجدا بألمانيا، فيما يعرف ب "يوم المساجد المفتوحة"، وسلطت المبادرة هذا العام الضوء على القرآن تحت شعار: "القرآن 1400 عام، معاصر وفي وسط الحياة". ويتم تنظيم "يوم المساجد المفتوحة" منذ عام 1997 في يوم الوحدة الألمانية الذي يحتفل به الألمان كل عام في الثالث من أكتوبر، وتم اختيار هذا اليوم لإبراز أهمية التفاهم بين الأديان المختلفة في ألمانيا.
