تونس - الصّباح: استمر ارتفاع أسعار اللّحوم الحمراء لدرجة أن البعض اعتبره «تعجيزيا» ونعته البعض الآخر ب«الذهب» مما أثار مخاوف المستهلكين من أن يتواصل ذلك في الفترة المقبلة وفي عيد الاضحى القادم خاصة بعد أن فرّط صغار الفلاحين في خرفانهم خلال شهر رمضان مستغلين طفرة أسعار اللّحوم. السيد أيوب الأصرم رئيس جامعة مربّي الأغنام قال في حديث ل«الصّباح» أنه يتوقّع ارتفاع أسعار الأضاحي بنسبة تتراوح بين 5% و10% مقارنة بالسنة الماضية، لعدة أسباب أهمها ارتفاع كلفة الانتاج، والنقص المسجل في القطيع بسبب تفريط صغار الفلاحين في قطعانهم خلال السنتين الماضيتين نتيجة «أزمة» الأعلاف عالميا.. وأكد محدثنا أن الجامعة ستقوم خلال الأيام القريبة القادمة عبر فروعها والاتحادات الجهوية للفلاحة برصد حالة القطيع وإحصاء الأعداد المتوفّرة من أضاحي العيد. أما عن مدى تلبية طلبات السوق فأوضح مخاطبنا أنه لا يمكن تحديد ذلك إلا بعد نهاية عملية الاحصاء. وفي ما يتعلق بكلفة الانتاج بيّن السيد أيوب الأصرم أن كلفة الكيلوغرام من اللّحم عند الانتاج تتراوح بين 5,500د و6د وذلك حسب مناطق الانتاج، كما أكد أن الفلاح ملزم ببيع الخرفان بسعر يتراوح بين 5,400 و5,500 للكيلوغرام الحي على غرار السنوات القليلة الماضية، وذلك مراعاة للقدرة الشرائية للمواطنين، ويضيف أن كلفة انتاج «الكبش» تتراوح بين 300و 320د، ولكن المواطن لا يعلم ذلك مما يجعله يستنكر أحيانا أسعار أضحية العيد حيث يجدها لا تقل عن 350د. كما أفادنا محدثنا بأن أسعار الأعلاف الخشنة والمركبة ارتفعت في الأسواق العالمية بنسبة 100 بالمائة وهو ما انعكس آليا على أسعارها في أسواقنا المحلية مما يجعل الفلاح عاجزا عن تحمل هذه التكلفة إذا حافظت أسعار الدواب على استقرارها. وأورد السيد أيوب الأصرم أنه تم التنبيه إلى مثل هذه الانعكاسات منذ سنتين أي منذ ظهور أزمة الأعلاف، كما أضاف أنه تم تحذير صغار الفلاحين من التفريط في أغنامهم ولكن حصل العكس، وهو ما انجر عنه نقص ملحوظ في المعروض من الأغنام الصالحة للذبح في الأسواق. نقص «العلوش» الجزائري ولم يؤثر النقص الواضح في اللّحوم الحمراء الذي تشهده الأسواق على الأسعار في الفترة الأخيرة بالقدر الذي أصبحت عليه الآن، إذ يصل سعر الكيلوغرام من اللّحوم هذه الأيام إلى 14د وذلك لأن التجار كانوا يجدون في ال«علوش» المستورد من الجزائر البديل للعلوش المحلي. ولكن لم يعد لذلك جدوى بعدما لحق سوق الخرفان في ارتفاع الأسعار، فتراجع حضورها في أسواقنا وقد يؤثر ذلك مباشرة على توفّر عدد الأضاحي الذي من المنتظر أن يستقر عند معدل 800 ألف أضحية.. وكذلك في أسعار الأضاحي في انتظار التدخل المركز لتعديل ما يمكن تعديله.