اختيار زياد التلمساني له ما يبرّره فقد لعب في البرتغال ويعرف النهج التكتيكي لهذه المدرسة وقد تحدث عن هذه المباراة فنيا قائلا: «المنتخب الموزمبيقي يتكون من لاعبين يتقنون لعب الكرة بالاعتماد على الفنيات العالية وحسن توظيفها لإحراج المنافس، وهو ما يجعلهم يميلون في بعض الأحيان إلى اللعب الفرجوي... هو منتخب يرتكز أساسا في طريقة لعبه على التمريرات القصيرة والتنقل المستمر للكرة بين جل اللاعبين ممّا يصعب مهمة المنافس في عملية الافتكاك ثم بناء الهجمة المركّزة وهنا يغيب اللعب المباشر الذي يعتمد على التمريرات الطويلة في العمق أو الكرات العالية لأن لاعبي المنتخب الموزمبيقي يحاولون امتلاك الكرة أكثر ما يمكن من الوقت». في هذه الحالة المنتخب التونسي مطالب أولا بالتركيز والخروج من دائرة الحسابات الضيقة المتعلقة بمباراة كينيا ونيجيريا ومن جهة أخرى فإن الضغط هو سلاحنا الوحيد لمنع منافسنا من امتلاك الكرة والتحكم في النسق. مهمّة وسط الميدان زياد التلمساني أضاف: «مهمة وسط الميدان ستكون كبيرة وهنا نتحدث عن القربي والراقد والمرابط من أجل بسط سيطرتهم على المنافس ورفع منطقة الضغط نحو منطقة منتصف ميدان المنافس وذلك لإجبار المنافس على عدم اللعب بطريقته المعتادة كي لا نلهث كثيرا وراء الكرة وبهذه الطريقة سنجبر المنافس على السقوط في اللعب المباشر والاعتماد على الكرات العالية ممّا يساهم في تسهيل مهمة دفاعنا في قطع الكرات العالية بفضل طول قامة كريم حقي وسيف غزال، وفي نظري فإنّ مفتاح المقابلة يكمن في منطقة وسط الميدان ومنها نقوم بإحباط عمليات المنافس وبناء هجماتنا بشكل مركز. حذر دفاعي.. وقوة هجومية... واصل التلمساني قائلا: «دفاعنا مطالب بالحذر واليقظة خاصة في مواجهة المهاجم تيكوتيكو الذي أعرفه شخصيا فهو سريع ويملك بعض الفنيات والخبرة الكافية لذلك يجب تقليص المساحات بين المدافعين في خط الدفاع لكي لا نترك فراغا أو ثغرات يستغلها المنافس وعلينا اعتماد دفاع المنطقة وتجنب المحاصرة الفردية. بقية المهمة ستكون مسؤولية خط الهجوم المطالب بالضغط المتواصل من أجل التسجيل مبكّرا وهنا فإنّ المباراة تفرض إعطاء فرصة لأصحاب الفنيات مثل الدراجي والشرميطي وجمعة لتوظيفها من أجل إحراج المنافس وجعله متمركز في مناطقه طوال المباراة ومسكون بهاجس الدفاع... المباراة قد لا تشهد فرصا كثيرة وتلعبُ على كرات ثابتة وهنا المطلوب التعامل مع كل الفرص بواقعية وتركيز كبيرين من أجل تجسيمها ومباغتة المنافس منذ البداية.