المعرض الوثائقي حول مائوية المسرح التونسي، والذي أشرف على افتتاحه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث أمس الأول بقصر خير الدين يعتبر جد هام باعتبار أنه يوثق لقرن من الفعل المسرحي في تونس. المعرض يضم صورا ولوحات ومعلقات وأزياء تؤرخ لمائة سنة من المسرح في تونس، وقد بذل المشرفون على إنجازه جهدا كبيرا ما في ذلك شك لكن وككل عمل إنساني رصدنا بعض التقصير في حق بعض الفرق وبعض الشخصيات مثل المسرحي عبد الغني بن طارة الذي عبّر لنا عن غضبه واستيائه لعدم إدراج اسمه ضمن اللوحة الخاصة بالفرقة القارة بالكاف الذي عمل في صلبها وقدم في إطارها عدة أعمال، كما استاء لعدم تخصيص حيز لفرقة «المسرح الصغير» التي أسسها وقدم من خلالها عدة أعمال مسرحية ناجحة منها «أوبرات أربعة قروش» لبراشت. «سهو» السهو حتى لا نقول كلمة أخرى شمل أيضا فرقة المغرب العربي التي أسست في مرحلة لخطاب مسرحي جديد، وشكلت ظاهرة مسرحية لافتة، وتخرج منها نجوم المسرح والتلفزة اليوم على غرار توفيق البحري وكمال التواتي والمنجي العوني والأمين النهدي. هذه الفرقة لا نجد لها حضورا في المعرض على الرغم من كم الأعمال الناجحة التي قدمتها مثل «الكريطة» و«في بلاد الهاوهاو» و«الناقوز» و«كذا وكذا»... المعرض يشكو أيضا من نقيصة كبيرة وتتعلق بتاريخ المسرح الوطني التونسي والذي حضر في هذا المعرض ببعض الصور والمعلومات القليلة. حيث غابت المعلقات والأزياء والصور لفترة طويلة من عمر هذه المؤسسة المسرحية العريقة ونقصد الفترة الأولى، فترة إشراف المسرحي المنصف السويسي. بعض المعلومات تؤكد أن هيئة المعرض قامت بمجهودات كبيرة للحصول على مادة دسمة حول المسرح الوطني التونسي باعتباره أهم هيكل مسرحي في تونس، لكن يبدو أنها أتلفت وغير متوفرة لدى إدارة المسرح الوطني التونسي، فمن أعدم كل هذه الوثائق وهذا التاريخ من عمر المؤسسة؟ إن إعدام هذه الوثائق هو إعدام للذاكرة الثقافية التونسية.