تونس "الشروق": enter تخلت تونس 7 في الفترة الأخيرة عن تصوير وشراء المسرحيات التونسية وكان هذا الاجراء خسارة كبيرة ليس بالنسبة للمسرحيين فقط بل أساسا للذاكرة الثقافية التونسية. فالصورة هي أقدر الوسائل للمحافظة على الذاكرة الثقافية ولولا التلفزة لما عرفت أجيال السبعينات والثمانينات بعض المسرحيات التي بقيت خالدة في الذاكرة مثل: الماريشال لفرقة بلدية تونس اخراج علي بن عياد التي تولى منصف السويسي تصويرها بعد التحاقه بإدارة الفرقة سنة 1975 كما صوّر مسرحية "عطشان يا صبايا" التي قدمها في فرقة الكاف وأعاد تقديمها في فرقة مدينة تونس وتم تسجيلها للتلفزة سنة 1976 كما صورت التلفزة أغلب أعمال فرقة مسرح الجنوب بقفصة مثل: "البرني والعطرا" و"عمار بوزور" و"فئران الداموس" وصوّرت كذلك بعض أعمال فرقة المغرب العربي منها "الكريطة" وبعض أعمال المسرح الجديد وخاصة "غسالة النوادر" وبعض مسرحيات فرقة مدينة تونس ومسرح "فو" و"التياترو" والفرق الجهوية وأعمال افتتاح مهرجان قرطاج الدولي وأشهرها ربما "تحت السور". وبهذا الرصيد الكبير من المسرح التونسي كانت تونس 7 تبث من حين لآخر مسرحيات تونسية. ولكن إلى متى ستقتصر على الرصيد السابق وتغلق الأبواب أمام الأعمال الجديدة. فرصة إن أيام قرطاج المسرحية فرصة حقيقية أمام تونس 7 لتصوير الأعمال المسرحية التونسية التي يصل عددها إلى حوالي العشرين عملا اضافة إلى أعمال أخرى لم تدرج في بانوراما المسرح التونسي لكنها جديرة بالتصوير وحتى إذا كانت بعض المسرحيات لا يمكن بثها في التلفزة لاختلاف نوعية الجمهور فيمكن ايجاد صيغة تلفزية لها بالاتفاق مع المخرج أو تصويرها والاحتفاظ بها كوثيقة لدراسة المسرح التونسي. عصفوران بحجر واحد إن تصوير المسرح التونسي يضمن للتلفزة أكثر من فائدة في نفس الوقت. فإلى جانب حفظ الذاكرة الثقافية وهذا من المهمات الوطنية للتلفرة فإنه يوفر لها مساحات من البث بانتاج تونسي وبكلفة أقل من كلفة الانتاج الدرامي. فالمسرحية التي تستغرق ساعة ونصف لا تقارن تكلفتها بشريط تلفزي يصل إلى عشرات الملايين، فهل تكون الدورة الحادية عشرة لأيام قرطاج المسرحية محطّة جديدة في علاقة التلفزة بالمسرح التونسي؟ نرجو ذلك. enter enter نورالدين بالطيب